فيما يواجه مجلس الأمن موجة من الإدانة من على منصة الجمعية العامة للأمم المتحدة بسبب الأزمة السورية، تعرضت إدارة الرئيس باراك أوباما بدورها لانتقادات حادة من بعض أعضاء الكونجرس بسبب إخفاقها في تقديم دعم كاف للمعارضة أو العمل على حدوث اختراق دبلوماسي يوقف نزيف الدم في سورية. وسعت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون بعد لقائها بوزارء خارجية الدول الأعضاء في مجموعة أصدقاء سورية في نيويورك إلى التخفيف من حدة الانتقادات الموجهة إلى واشنطن عبر الإعلان عن تقديم 45 مليون دولار على هيئة معونات إنسانية للاجئين السوريين ومساعدات مدنية للمعارضين. وقالت كلينتون إن الجهود الأميركية في مجلس الأمن تواجه عرقلة ظاهرة للجميع وتعهدت بمواصلة البحث عن حل للأزمة على نحو يضمن تحقيق تطلعات الشعب السوري في التخلص من الطغيان حسب قولها.
غير أن ذلك لم يمنع عضو لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ السيناتور جوزيف ليبرمان من أن يحذر واشنطن من أن الرأي العام في الدول الإسلامية والعربية لن يحتمل العجز الدولي عن إنقاذ الشعب السوري لفترة طويلة. وقال ليبرمان "من الخطأ تصور أن الشعب السوري وحده هو الذي يعاني. إن الولايات المتحدة تدفع أيضا ثمن استمرار الأزمة لكل تلك الشهور. نحن ندفع ثمنا ديبلوماسيا في المنطقة جراء ذلك العجز، فشعوب تلك الدول تتابع عن كثب ما يحدث وهم يتعاطفون بقوة مع الشعب السوري ويشعرون بالغضب وخيبة الأمل بسبب غياب أي دور فعال للولايات المتحدة". وقال ليبرمان إنه التقى بمعارضين عسكريين سوريين انشقوا في فترات سابقة عن النظام. وتابع "ما يريدونه هو أسلحة مضادة للطائرات لكي يتمكنوا من مواجهة طائرات النظام التي تسبب قدرا كبيرا من الدمار. وأنا أعلم أن هناك قلقا من افتراض أن تتسرب تلك الأسلحة إلى الأيدي الخاطئة. إلا أنني أعتقد أن هذا العذر ليس مقنعا. إن بوسعنا أن نضع آليات لضبط انتقالها إلى أيدي مقاتلين سوريين شرفاء يتبنون تصورا أفضل لمستقبل بلادهم".
وقدم وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو صورة قاتمة للوضع في سورية قائلا إن المجتمع الدولي لم يفعل أي شيء لوقف المذابح التي يرتكبها نظام الرئيس بشار الأسد ضد شعبه. وكان الوزير قد دعا إلى فرض منطقة حظر للطيران تحول دون استخدام القوات السورية لطيرانها ضد اللاجئين.
وقال وزير الخارجية الألماني جيدو فيسترفيل إن عجز مجلس الأمن "تحول إلى أداة لمساعدة المستبد على محو مدن وقرى من الوجود وعلى مواصلة قتل شعبه بلا رحمة. إنه يسخر كل يوم من المجتمع الدولي ومن الأمم المتحدة. والسؤال الآن هو إلى متى سنظل عاجزين عن أن نفعل أي شيء لإنقاذ المدنيين السوريين من القتل اليومي؟ لقد فشلنا حتى الآن في أن نفعل أي شيء له معنى للشعب السوري".