فران مايرز .. صحفية أميركية، مهتمة بقضايا التحول الاجتماعي في مجتمعات الربيع العربي، ومن خلال عملها في مجال العلاقات العامة والتحرير والإعداد في قناة "الحرة"، أخذت على عاتقها مسؤولية رصد انطباعات الشباب المصري بعد ثورة 25 يناير، في القضايا الاجتماعية والاقتصادية، وذلك من خلال برنامج تلفزيون الواقع "رايحين على فين"، الذي أرادته أن يكون مرآة صافية تعكس حقيقة ما يجري في المجتمع المصري.

تشير مايرز إلى أن قيمة البرنامج تكمن في أن المشاركين فيه يمثلون عينة عشوائية تصلح لأن تمثل الطيف المصري بكافة فئاته الاجتماعية والأكاديمية والاقتصادية. كما تشير إلى أن البرنامج يتناول واحدة من أهم القضايا التي تشغل الرأي العام المصري، وهي قضية التحرش الجنسي بالنساء. وفي الحوار التالي مع "الوطن" تؤكد كلاين أن البرنامج يهدف إلى إتاحة الفرصة أمام الشباب ليعبروا عما يجول في قلوبهم وعقولهم وطموحاتهم بالنسبة لهم ولبلدانهم. وفيما يلي تفاصيل الحوار:

هل البرنامج يندرج تحت تصنيف البرامج الحوارية أو التمثيلية الدرامية؟

لا يوجد أي تمثيل في برنامج "رايحين على فين" على الإطلاق. إنه أحد برامج تلفزيون الواقع، بدون نص مكتوب مسبقاً. ولذلك فإن عملية الإنتاج تستغرق وقتاً طويلاً، لأن المشاركين فيه ليسوا ممثلين، إنهم فقط خمسة من الشباب المصري. على سبيل المثال، أحدهم يعمل سائق سيارة أجرة، وعلينا أن نصوره في بيته وأثناء عمله. وشاب آخر يعمل طبيبا، فعلينا أن نصوره في مكان عمله خلال ممارسته لمهنته الطبية. برنامج "رايحين على فين" هو أحد نسخ برامج تلفزيون الواقع التي ترصد حالة هؤلاء الشباب لنعرف كيف يفكرون، وكيف يواجهون أزماتهم السياسية والاجتماعية والمادية مباشرة.


استغرقتم حتى الآن 9 أشهر في تقديم البرنامج. أليست مدة طويلة؟

بالطبع، إنها مدة طويلة ولكن برامج تلفزيون الواقع تستغرق وقتاً طويلاً للإنتاج، وذلك بسبب اعتمادها على أناس عاديين ليسوا بممثلين. فالمنتجون يعملون مع شخصيات البرنامج بشكل يلائم حياة هذه الشخصيات، وعندما نقوم بالتصوير فإن ساعات التصوير تمتد لوقت طويل ولأيام عديدة، حتى تكون النتيجة عفوية وتلقائية ومشابهة لحياة المواطن المصري اليومية دون تصنع.


هل هناك ما يبرر إثارة قضية التحرش الجنسي ضد النساء في مصر؟.

إن قضية التحرش بالنساء في مصر تتم مناقشتها من قبل المصريين أنفسهم على الدوام، على شاشات التلفزيون وفي الصحف وعبر الإنترنت وفي الشوارع والمقاهي. إنها قضية يتكلم عنها المجتمع بكل أطيافه ومكوناته. وهذا ما يفعله هؤلاء الشباب الخمسة فيما بينهم من خلال حلقات البرنامج، إنهم انعكاس للمجتمع ولكيفية مناقشته لهذه القضية. وهناك شخصية في البرنامج مصممة على إيقاف هذه الظاهرة التي تتعرض لها الفتيات. ولديها مسرح خاص بها تعالج من خلاله هذه الظاهرة. وفضلاً عن ذلك، فإن المجتمع المصري يناقش كثيرا من القضايا التي تهم الشارع بشكل يومي وبجرأة كبيرة وبلا أي تابوهات أو محرمات. وهناك رغبة جادة لدى النخب المصرية في التركيز على مسألة التحرش الجنسي ووضع حد لها، وهناك ناشطات مصريات ومدافعات عن حقوق المرأة يجرين كثيرا من النشاطات التي تسهم في الحد من التحرش بالنساء، خاصة أن هناك عادات وتقاليد شرقية ما زالت موجودة في مصر وترفض مثل هذه الأمور.





هل يعكس البرنامج حياة نسبة كبيرة من المصريين؟

استغرقت فترة الإعداد لبرنامج "رايحين على فين" عدة أشهر، وذلك بسبب البحث عن خمسة من الشباب المصري من الجنسين، ممن يختلفون فيما بينهم من حيث طبقاتهم الاجتماعية وتعليمهم ومناطق عيشهم. أبطال البرنامج يمثلون توليفة من الشباب المصري من مختلف الأعمار والاتجاهات الفكرية والدينية، ويسكنون في مناطق مختلفة من العاصمة المصرية القاهرة. نعتقد أنهم يمثلون نسبة كبيرة من الشباب المصري الذي يواجه الأمور والتحديات نفسها في الحاضر والمستقبل.


هل من الممكن اعتبار التحرش بالفتيات ظاهرة في بلد كمصر؟

في الحقيقة لقد ناقشنا كثيرا من القضايا في برنامج "رايحين على فين"، من ضمنها قضية التحرش بالنساء. وبما أنها قضية كبيرة في مصر وتحتل مساحة كبيرة من النقاش على جدول القضايا الاجتماعية والإعلامية، فقد أدركنا أنه من الضروري والمهم جداً أن نسلط الضوء عليها. وكصحفية فإنني أدرك أن هذه القضية تمت مناقشتها ليس فقط في مصر، بل في كثير من بلدان الشرق الأوسط.


غاب الجانب السياسي في الحلقات التي تم بثها، لماذا؟

لدينا حلقة قادمة تم التطرق فيها إلى الانتخابات الرئاسية في مصر وإفرازاتها، ولكن البرنامج اجتماعي وليس سياسيا.


كم الميزانية الحقيقية للبرنامج؟

لا نعلق على ميزانيات البرامج لدينا.


ما الهدف الرئيس من البرنامج؟

الهدف هو إتاحة الفرصة أمام الشباب لكي يعبروا عما يجول في قلوبهم وعقولهم وطموحاتهم بالنسبة لهم ولبلدانهم. ليس للسياسة مكان هنا. إنه حوار صادق من الممكن أن يكون مؤثراً في بعض الأحيان أو مثيراً للضحك أو حزيناً في أحيان أخرى.