• لا حاجة بعد اليوم لزيارة المواقع المتخصصة لمعرفة حالة الطقس والمناخ، ستعرف حالتيهما فورا من نداءات الدفاع المدني المطالبة بلزوم المنازل، وعدم الخروج إلا للضرورة القصوى، ليس لسوء الأحوال الجوية بالضرورة، ولكن لسوء البنية التحتية!. تلك النداءات المطالبة أيضا بمنح الطلاب إجازة ليوم الغد، في اعتراف ضمني بأن الدراسة بالإضافة للمطر ستساوي حريقا أو ماسا كهربائيا أو اختناقا أو تدافعا عند مخارج الطوارئ إن وجدت!.
• ليس أكثر دلالة على اقتراب المطر هنا سوى أن تفوح كلمة "إجازة" في الأجواء، تقرؤها في وجوه الناس، تشاهدها في رسائل الجوال، وتستمع لها في وسائل الإعلام، حتى يساورك الشك أن "إجازة" هي إحدى مفردات "مطر"!.
• من داخل المبنى الحكومي الذي تعمل به، لا حاجة لأن تسترق النظر من النافذة كل حين حتى تتأكد أن السماء تمطر من عدمها، فالـ"سطول" التي ستتوزع في أنحاء المبنى من الداخل لتتلقف قطرات المطر المتسربة من سقف المبنى الجديد ستكون أمارة أكيدة لهطول المطر، ودلالة ظاهرة على أن المطر ما يزال يواصل عمله باقتدار في كشف عيوب المبنى التي لم يكشفها مقاول المشروع!، في تلك الأثناء لا حاجة للخروج للاستمتاع بقطرات المطر في الخارج، فقد كفتك قطراته عناء المشقة، ووصلت لبعد نصف متر عن مكتبك!.
• سيرنّ جوالك بالتأكيد، وحين تفتح الخط سيرد صديقك العالق تحت أحد الأنفاق طالبا المساعدة، وعندها ستستعرض كل وسائل المساعدة المتاحة للوصول لصديقك هذا، وحين لا تجد في ذاكرتك واحدا منها ستغلق السماعة بهدوء، ثم ستيمم وجهك جهة القبلة داعيا "اللهم عليك بالخائن من المقاولين ومن قاولهم"! .
• من أقرب نافذة منك، ستلاحظ الشلل التام الذي أصاب الطرق القريبة منك، حين لم تجد مياه المطر بدا من التجمهر وسط الطريق، بعد أن فشل تصريف الطريق في احتواء ما جادت به السماء!.
• ستقرأ عن احتجاز "واحد" أو "اثنين" ممن لم يتذكروا أن لديهم هواية "صيد الحبارى" إلا في هذا الوقت!.