الشعار هو رسم معيّن، أو رمز يُستخدم للدلالة على جهة ما، سواء أكانت تجارية أم حكومية أم خيرية، ويستخدم على نطاق أكبر لمنظمة أو دولة أو اتحاد، وغير ذلك بالطبع.. أحيانا تعرف الجهة أو الشركة من خلال شعارها، دون الحاجة لقراءة اسمها.. مثل "بيبسي" و"كنتاكي" و"آبل" وغيرها!. من هنا، لا توجد جهة في بلادنا دون شعار.. وليست مشكلتنا في الشعار، بقدر ما هي في تحقيق فلسفة هذا الشعار!.

الشعار الحالي في عدد من مؤسسات الدولة، يريد أن يقدم لنا رؤية أو رسالة؛ كي ترتبط في أذهاننا، لكن ذلك لم يتحقق.. هناك صورة أبلغ وأقرب وأصدق، هي التي علقت في أذهان الناس.. الشعار وحده ـ من وجهة نظري ـ غير قادر على إيصال الرسالة الصحيحة بشكل صحيح، ما لم يتبلور الشعار على الأرض.

قلت قبل مدة ليت شركة المياه الوطنية تستبدل شعارها الحالي، وتضع بدلا عنه صورة "وايت ماء"؛ لأنه التعبير الحقيقي عن جهود شركة حكومية ـ يملكها الشعب ـ رأس مالها يبلغ 20 مليار ريال!. والحقيقة ليس الأمر مقصورا على شركة المياه الوطنية.. وزارة الصحة ليتها تستبدل شعارها الحالي وتضع مكانه صورة "قبر".. وزارة الإسكان ليتها تقوم بتغيير شعارها وتضع مكانه "خيمة بعمودين".. الدفاع المدني يستلزم الوضع الحالي والسيول الحالية أن يقوم بتغيير شعاره لـ"قارب" أو جيب أصفر مغمور نصفه بالماء.. أما الرئاسة العامة لرعاية الشباب، فالأنسب هو "كرة قدم منسّمة".. العمة القديرة وزارة التربية "حوش بداخله كرسي بثلاثة قوائم".. وزارة النقل ليس أجمل من صورة "بعير".. وزارة الثقافة والإعلام "تلفزيون أبيض وأسود".. وهيئة مكافحة الفساد "سرير نوم".. هيئة حقوق الإنسان الحكومية "بشت بزري عريض"!

تستطيعون أن تتخيلوا ما تشاؤون من شعارات.. طالما أن الحكاية شعار والسلام، وليس ثقة بين المستهلك ومقدم الخدمة.