في القرية التراثية حيث مهرجان جيزان الشتوي الكثير من الترتيب ومن الأشياء الجميلة، أجمل ما في القرية هم الناس، الجيزانيون كما هم، مبادراتهم، حرفهم، وجوههم، عوائل وأفراد، في جو بديع من الألفة والحيوية، في مكان فسيح يطل على البحر أحسن القائمون اختياره. إضافة إلى ما هو جيزاني سيرى الزائر مشاركات من كل مناطق المملكة ويرى خيمة أرامكو نجمة الموسم، وسيرى مشاركات من خارج المملكة، والمهرجان ينمو موسما بعد موسم.
وإذا كان لي من اقتراح فهو أن يكون لكل موسم سمة ما، شعار خاص به، رسالة معينة لكل موسم تنتظم نشاطاته المختلفة، رسالة اجتماعية أو علمية أو سياحية أو فنية، المهم أن تكون ثيمة في كل أنشطته، ويمكن أن تسري هذه الرسالة في كل مهرجانات الموسم الجيزانية بما فيها مشاركة المنطقة في الجنادرية، خصوصا وأن المهرجان يسبق الجنادرية بفترة وجيزة أو يزامنها في طرف منه، مشاركاتنا في الجنادرية صارت معلبة ومملة.
المهرجان في فكرته الأساسية تقديم جيزان، لكن سكان المناطق الأخرى لا يرون من المهرجان إلا حفل افتتاحه، وأتمنى أن يحرص المنظمون على أن تكون فقرات الافتتاح جيزانية خالصة.
جيزان فيها مطربون بأصوات ممتازة، ورأينا في آخر احتفالات الجامعة أربعة طلاب أصواتهم لا تقل إن لم تتفوق على أصوات المطربين الذين تم التعاقد معهم من خارج المنطقة، ولا يقنعني أن الهدف من التعاقد مع هؤلاء هو الجذب السياحي، كما يقول رئيس اللجنة المنظمة، فهم لا يقدمون حفلات منتظمة وإنما ليلة واحدة فقط هي ليلة الافتتاح.
كما أن في جيزان ملحنين لحنوا أعمالا أضخم في مناسبات مختلفة، ثم ما حكاية أن يكون الشاعر اللهجي في الحفل يمط لنا قصيدة باللهجة النبطية، من الأفضل دعوة أحد رموزها ليقولها بشكل أفضل، في جيزان شعراء لهجيون لا يليق باللجنة تغييبهم.
وإذا كانت اللجنة غامرت بملحن جديد يمكنها أن تغامر بمخرج جيزاني، يخرج الحفل على الأرض، فحتى متى يتم الاعتماد على مخرج من خارج جيزان؟
المهرجان جيزاني يا جماعة، ويمكنكم أن تخلصوا لجيزانيته أكثر، وبس.