كنت قد تلقيت دعوة من منظمي ملتقى إعلاميي الرياض للمشاركة في الملتقى الذي أقيم الاثنين الماضي على شرف مدير عام القنوات الرياضية السعودية الجديد، الدكتور محمد باريان.

وفي اللقاء الذي استمر لأكثر من ثلاث ساعات، تحدث باريان بكل شفافية وثقة، وكشف للحضور الذين قدموا من أغلب مناطق المملكة، عن عدد من الأفكار التي يحملها في ملفه التطويري، وتصوره للمرحلة المقبلة.

ولعلّ ما ميز هذا الملتقى أن باريان كرر أكثر من مرة أنه جاء ليستمع إلى ملاحظات الإعلاميين، ومكامن الخلل التي يرونها، وتلك هي أهم أدوات النجاح.

والحقيقة أن مما زاد من إعجابي بالدكتور باريان، أنه لم يهمل تعليقاً واحداً ولا فكرة طرحت ولا سؤالاً إلاّ وأنصت إليه، وأجاب عنه إجابة مقنعة، لإيمانه بأنه يلتقي أصحاب الرأي الرياضي ومن المهم جداً أن يصغي إليهم ويحاورهم ويحاوروه.

ولأنه يؤمن بأن الإدارة الناجحة لا تعني المركزية، فقد أشرك زملاءه مسؤولي البرامج في الإجابة عن بعض المداخلات، كتأكيد على أنه يؤسس لرؤية مختلفة تؤمن بتوزيع الصلاحيات والمسؤوليات، واختيار الأكفاء لتولي هذه المهام.

لن أخوض في تفاصيل ما دار من نقاشات، لكنني لا أخفي سعادتي بهذا اللقاء الذي وفق فيه الزملاء منظمو الملتقى في توقيته ومكانه واختيار الشخصية المناسبة، خصوصاً وأن القنوات الرياضية السعودية تحتاج إلى الكثير من العمل التطويري، حتى تستطيع أن تكسب ثقة المشاهد داخل الوطن، ومن ثم تنطلق إلى المنافسة مع بقية القنوات الخليجية الأخرى.

وبكل تجرد، أستطيع أن أؤكد أن شخصية الدكتور باريان وما يملكه من خبرة إدارية طويلة في العمل التلفزيوني، سيمكنانه من تحويل أفكاره التي يحملها في ملف التطوير، إلى عمل ورؤية سيلمسهما المشاهد خلال أسابيع أو أشهر من الآن.

أعلم ويعلم كل منصف، أن المهمة التي تنتظر باريان، ليست سهلة، لكنها تبقى أمام أصحاب الهمم العالية والرؤية الواضحة وفريق العمل المؤهل المؤمن بأفكار المسؤول الأول عذبة كالماء الزلال.

لكن أكثر ما قد يحدّ من طموحات باريان البيروقراطية التي عادة ما تجهض الطموح والأفكار، وأعني بذلك ما يتعلق منها بالأمور الإدارية والمالية؛ وإن كان التحول إلى هيئة هو ما قد يساعده في تنفيذ أفكاره.

ولا شك أن المشاريع الكبيرة، تحتاج إلى قرارات كبيرة، لمن كانوا راحلين أو قادمين، ويرتبط ذلك ارتباطاً وثيقاً بالمهنية، دون النظر إلى العلاقات والمجاملات، كون العمل في قنوات التلفزيون، الحكم فيه " لك أو عليك " لا تملكه أنت، بل يملكه المشاهد.

وإذا كنت وزملائي والشارع الرياضي نطالب باريان بتقديم الجديد وتعديل أحوال القنوات الرياضية، وتحقيق العدالة بين الأندية، فإن من حق مدير القنوات الرياضية الجديد علينا، أن نمنحه الوقت والدعم، حتى يتمكن من الإجابة عملياً على كل هذه الأسئلة وغيرها!

قطرات :

ـ الشخصية الرياضية الأولى خبرةً وفكرا ورؤية، ولسنوات قادمة في استفتاء المحايدين، هو الأمير خالد بن عبدالله بن عبد العزيز، إنه "الرجل الاستثنائي".

ـ كل ما يحدث في الاتحاد لا يتفق ولا ينسجم مع اسم "الاتحاد" وتاريخه، وبطولاته، وهذه مسؤولية عشاق العميد المخلصين.