جمع المنتخب السعودي الكروي أمام نظيره الصيني في بداية استهلاله للتصفيات الآسيوية لبطولة أمم آسيا 2015، المعنيين في أخضر لا يقهر ـ بضم الياء وبفتحها، وتجلت روح وقتالية الأخضر في لقاء الأربعاء، الذي كان ثمرته تحقيق الفوز بعد غيبة طويلة عن الانتصارات الرسمية. وكان العنوان الأبرز في تلك المواجهة هي استرداد الروح، وعودة الثقة الجماهيرية، وتخلي اللاعبين عن رمي الإخفاق على الإعلام، وتحميله المسؤولية، واتهامه بحشر أنفه في صغائر شؤون المنتخب.
رجائي ورجاء المدرج السعودي ككل، ألا تكون عودة المنتخب "وقتية"، نتيجة لتغيير الجهاز الفني الذي يكون تأثيره نفسيا سرعان ما يلبث ويعود إلى سابق عهده، وحينها ينطبق علينا المثل الشهير "تيتي مثل ما رحتي جيتي".
لن نبالغ في الفوز، ونصفه بأنه ري لأرض جدباء، لكنه أيضا انتصار كبير جاء بفضل عودة "الروح"، والأهم من ذلك أن نقف على الأخطاء الفنية التي صاحبت اللقاء، لا سيما في منطقة الدفاع التي افتقدت للتنظيم، وكذلك سوء التمركز في الوسط.
والأجمل من ذلك كله، هو الشعور الوطني الصادق والترابط الوجداني بين لاعبي المنتخب والشعب، الذي جسده نايف هزازي بكلماته التي لم تتجاوز الثواني بحق أسرة عبدالله فندي الشمري.
عودة الأخضر للانتصارات ستلقي بظلالها الإيجابية في التحرر للأمام في تصنيف "الفيفا" الشهري وفي إحياء منافستنا المحلية التي تعاني من الشح الجماهيري، وسنلمس ذلك ابتداء من لقاءي الغد في نصف نهائي كاس ولي العهد، التي ربما تحمل مفاجآت تاريخية بوصول الرائد والفيصلي للنهائي، أو وصولهما معا بعد أن يزيحا النصر والهلال، أو أن يصل الأخيران ويعيدان لنا ذكريات نهائي جدة الشهير، الذي كسبه الهلال بثلاثية نظيفة كان فيها النصر الأفضل في ذلك الموسم.