ماذا يمكننا أن نتعلم من كأس العالم؟ بالنسبة لنا، لابد من اكتساب المعرفة اليومية، وإيجاد طرق لنشر ما يتم تعلمه فهذه مهمة غريزية كما التنفس. لذلك عندما فازت إسبانيا ببطولة كأس العالم، وأسرت الجميع وهم يلوحون بالكأس فهذا الموقف ليس جيداً فحسب، بل إن ذلك أعطى الإسبان وضعاً دولياً متميزاً سينعكس على مواصلة إثبات هذه المكانة الجديدة على الكرة الإسبانية والدولية.
وفاز الإسبان بالكأس ليس بطريقة البعض كما فعل الأسطورة دييجو أرماندو مارادونا عندما لسع الإنجليز عام 1986 أو كما فعل النجم تييري هنري ضد أيرلندا عام 2009، وبلا تمجيد أو غش عادة ما نسمعه مع كل بطولة تحصل عليها بعض المنتخبات، وكان الفوز بالكأس من خلال اللعب الرائع والمهارات الفردية غير العادية.
"إسبانيا هي بطلة كأس العالم لكرة القدم دون كذب، دون تفاهة"، كما كتب هنري جاستاندا في جريدة كلارين اليومية الأرجنتينية، مواصلاً بالقول "إنها صيغة قابلة للمتابعة تصلح كذلك للأرجنتين وإن بطريقة نسخ ولصق".
يمكننا جميعاً أن نتعلم من هذا العمل الفذ، الذي لم يكن من قبيل المصادفة أو معجزة ولكن العمل لسنوات عديدة من الانضباط والاحترام، واحترام اللعبة والجماهير، عن المبدأ القائل إن كل احترام بني الإنسان: العدالة".
حاول البشر منذ مئات السنين خلق مجتمع أكثر عدلا في العالم. ورفض انتهاكات حقوق الإنسان والعنصرية وكره الأجانب والفساد. فعندما ساعدت (يد) تييري هنري فرنسا للمضي قدماً للصعود إلى النهائيات على حساب إيرلندا، فإن الغالبية العظمى، بما في ذلك الآلاف من الفرنسيين رفعوا أصواتهم احتجاجا على ذلك.
في الثقافة العالمية، حيث تجري التكنولوجيا على نحو متزايد، وحيث لم يعد لديهم إلا الانتظار أن يكون لدينا رؤية الصورة جيداً وكما هي، وجهة النظر العالمية أمر ضروري في التعلم والتدريب والتنظيم السليم، ومن خلالها يمكن للنشء أن يفيد ويستفيد ويشكل نواة فاعلة ومؤثرة في مستقبل رياضي كروي متطور وعلى مستوى الطموحات.
إسبانيا أصبحت قمة أمام الجميع وفي عداد عمالقة الكرة العالمية, وكذا في اللعب النظيف، فعلى الرغم من تفاهة عدد قليل من المنافسين – بوصف يوهان كرويف - لجأ إلى تضييق الفجوة بينه وبين اللاعب الإسباني من خلال الركل والرفس كحيل قذرة لوقف التميز الأدائي الطاغي ومحاولة سرقة النتيجة ليس إلا لكن المستوى فلا يعنيهم في الأصل, هكذا فسر كرويف موقف بعض المنتخبات وهي تلعب أمام بطل كأس العالم.
فماذا نتعلم من إسبانيا؟ على الرغم من أن هذا المنتخب كان أكثر منتخب ضرب في منافسات كأس العالم، وعانى أكثر من 134 خطأ في سبع مباريات، في المتوسط ما يقرب من تلقي 20 خطأ متعمداً في المباراة الواحدة، إضافة إلى تلقيهم 24 بطاقة صفراء واثنتين حمراوتين". ومع هذا كله لم يفقد نجوم المنتخب الإسباني الرؤية نحو هدفهم الأسمى وهو الحصول على أول كأس عالمية في تاريخ الكرة الإسبانية المديد. وهو ما تحقق بالفعل فمن يستفيد؟