بينما يختتم أتيليه جدة فعاليات معرضه " المكان " الذي شارك فيه عشرون فنانا من المملكة ومصر، دعا في الوقت نفسه إلى معرض آخر باسم " إبداعات عربية" بالتعاون مع أتيليه العرب الذي افتتح أمس عارضا أعمال 34 فنانا وفنانة من بلدان عربية مختلفة. في حين تنظم جامعة الملك عبد العزيز معرض" انتظار " في قاعة داما آرت للفنان الدكتور الطيب الحضيري والذي افتتح في نفس اليوم الذي افتتح فيه معرض " المكان" في أتيليه جدة. وافتتحت الفنانة تغريد بقشي معرضها الشخصي في صالة أستوديو رؤية للفنون، وهو اليوم نفسه الذي يفتتح فيه معرض إبداعات عربية. ولا يزال بيت التشكيليين السعوديين يستقبل زوار معرض" ظل التسبيح" للفنانة إيمان المنياوي، وهو معرض يذهب ريعه إلى ذوي الاحتياجات الخاصة. وتبدو جدة وسط هذا الزخم للمعارض التشكيلية منشغلة أيضا بالنشاطات المصاحبة لها كالندوات والأمسيات، حيث دعا أتيليه جدة لحضور ندوة على هامش معرضين أخيرين شارك فيها عدد من الفنانين السعوديين والعرب.

الفنان مشعل العمري يرجع ظاهرة كثرة المعارض التشكيلية لوجود أزمة تسويق للأعمال الفنية، ويفسر ذلك بقوله لـ " الوطن" إن مالك الصالة ومديرها يضطر لتنظيم معارض متقاربة لسببين، أحدهما مادي والآخر معنوي، فمن الناحية المادية يترتب على الصالة إيجارات شهرية أو سنوية ومصارف كهرباء وتشغيل وأجور عمالة، ولكن هذه المعارض لا توفر التكاليف. والسبب الثاني معنوي، فمدير الصالة أو مالكها يهمه أن يكون حاضرا في وسائل الإعلام لاستقطاب جمهور أو مقتنين.

ويمتلك الفنان العمري صالة سيزان جاليري بجدة والتي شهدت عددا من المعارض، لكنه يقول إنه سيضطر لإغلاق الصالة، لعدم وجود مردود مادي يغطي تكاليف التشغيل، على حد تعبيره، مؤكدا أنه لا يطمح إلى الربح، ولكن أن تغطي الصالة تكاليف تشغيلها فقط. ويصف الفنان طه صبان هذه الظاهرة بالسلبية، قائلا: دعوت منذ سنوات إلى حل هذه الإشكالية والاتفاق بين مديري الصالات على التنسيق فيما بينهم، لأن ما يحدث ليس في مصلحة المتلقي ولا الصالة ولا المقتني. وأضاف صبان الذي عاد من رحلة علاج مؤخرا: لقد تعبت وأنا أوصي الجميع بضرورة احترام وقت الجمهور، لأن من الصعب الانتقال من معرض إلى آخر في نفس الوقت، فالمهتمون بالفنون التشكيلية يرغبون في قضاء أكبر وقت ممكن في المعرض يوم افتتاحه، لكنهم يضطرون للمغادرة بعد ربع ساعة من افتتاح المعرض لحضور افتتاح معرض آخر يقام في نفس الليلة، ويصدف أحيانا افتتاح ثلاثة معارض في ليلة واحدة.

صبان يشدد على ضرورة عقد اجتماع بين مديري الصالات لحل هذه الإشكالية، وقال: سأعمل بنفسي لعقد هذا الاجتماع، للاتفاق على التنسيق بين صالات العرض. وختم صبان أنافيا أن يكون الدافع المادي وراء ازدحام جدة بالمعارض التشكيلية، بقوله: إن صالات العرض بالكاد تبيع عملا أو عملين في كل معرض، وهذا لا يغطي تكاليف تشغيل الصالة.