قبل شهور خسر الأهلي بطل مصر وأفريقيا مباراة الذهاب في العاصمة المالية باماكو أمام منافسه المحلي ستاد مالي بهدف نظيف في ذهاب الدور ثمن النهائي لدورى أبطال أفريقيا.. وبقيت بعثة الأهلي لمدة خمسة أيام أسيرة فندقها عاجزة عن السفر إلى القاهرة أو عن الخروج من مقرها الذي تحاصره الطلقات والمعارك.. واضطرت القوات المسلحة المصرية إلى إرسال طائرة عسكرية مدججة بفريق كامل من الصاعقة لإخراج الأهلي من الفندق المحاصر وتوصيله إلى المطار وإعادته الى القاهرة.

وقبل أسابيع قليلة بدأت قوات من فرنسا وعدد من الدول الأوروبية والأفريقية حملة جوية وعسكرية مسلحة ضد القوات الإسلامية الموجودة في شمال مالي.. واندلعت معارك رهيبة بين المعسكرين وسقط مئات الضحايا.

هاتان الحكايتان لهما أهمية كبيرة قبل تقديم التهنئة الممزوجة بالإعجاب للمنتخب المالي الذي فاز أول من أمس على منتخب غانا وتوج بالميدالية البرونزية للمركز الثالث في الأمم الأفريقية.

الظروف الصعبة التي عاشتها مالي لم تؤثر على إرادة وطموحات اللاعبين وانتزعوا ميدالية برونزية لها لون الذهب.. وهم أحسن كثيراً من المنتخب المصري (بطل أفريقيا 2006 و2008 و2010) الذي فشل في التأهل للنهائيات عامي 2012 و2013 وتردي مستواه بعد اندلاع الثورة في يناير 2011.

الماليون الخارجون من هزيمة ثقيلة بالغة المرارة في نصف النهائي أمام نيجيريا برباعية فازوا على غانا بثلاثية رغم أنهم واجهوا ظروفاً مناخية بالغة الصعوبة.. وهم لا يعتادون في ملاعبهم على الأمطار الغزيرة التي أغرقت ملعب نيلسون مانديلا.. وتحداهم الحظ عندما أعادت العارضة هدفاً رابعاً كما تحملوا قراراً خاطئاً بركلة جزاء لا أساس لها وسددها واكاسو عالياً.

لا الحرب الأهلية أو العدوان الخارجي ولا الأمطار الغزيرة أو الحظ السيئ أو التحكيم الظالم منعهم من التألق وإحراز البرونزية.