أخفق نائب الرئيس الأميركي جو بايدن، في توجيه ضربة قاضية إلى منافسه الجمهوري المرشح لموقع نائب الرئيس على البطاقة الجمهورية بول رايان، خلال مناظرة أجريت بينهما أول من أمس. وكانت التوقعات التي سبقت المناظرة تشير إلى احتمال أن يحاول بايدن وقف التراجع المستمر في أرقام الرئيس باراك أوباما، على صعيد استطلاعات الرأي العام، لا سيما في الولايات التي يمكن أن تحسم السباق. وبالنظر إلى حنكة بايدن وخبرته بالمسرح السياسي، فإن أنصار أوباما أملوا أن يوجه نائب الرئيس ضربات عنيفة إلى منافسه الشاب. بيد أن رايان حافظ على تماسكه طيلة المناظرة التي تشير الاستطلاعات الأولى إلى أنها انتهت بالتعادل أو لصالح بايدن بفارق ضئيل للغاية.

وتوزع النقاش خلال المناظرة على القضايا الداخلية والخارجية. وبشأن سورية وجه رايان انتقادات حادة لسياسة الإدارة التي ترددت طويلا في دعم المعارضة حتى تدهور الموقف إلى ما هو عليه. وقال رايان: إن نظام الرئيس بشار الأسد يواصل قتل الآلاف من أبناء شعبه، والإدارة تواصل انتظار الضوء الأخضر من موسكو على قرار دولي يوقف المجازر، متهما الإدارة بأنها رهنت سياسة الولايات المتحدة الخارجية لقرار دولي.

أما بايدن، فقال: إنه لا يفهم ماذا يقترحه الجمهوريون على نحو يخالف ما فعلته الإدارة، فهي تساعد المعارضة بالفعل وتعمل بالتنسيق مع أصدقائها من العرب ومع تركيا لتجنب دعم أي قوى يحمل أجندة معادية للولايات المتحدة أو لدول المنطقة. وحول أفغانسان قال بايدن: إن القوات الأميركية ستنسحب بحلول عام 2014، ومهمة الحفاظ على استقرار أفغانستان يجب أن يتكفل بها الأفغان أنفسهم.

في المقابل انتقد رايان إعلان الإدارة عن موعد انسحابها مسبقا، ما يعطي ذريعة للخصوم ويحبط الحلفاء ويخيفهم ويدفعهم إلى التفاهم مع طالبان تحسبا لموعد انسحاب الأميركيين.

واحتدم النقاش أيضا حول إيران، حيث قال نائب الرئيس: إن الإدارة تعهدت أن تمنع إيران من امتلاك سلاح نووي، ونفى أن يكون لدى الإيرانيين برنامج عسكري لصنع قنبلة نووية. وقال: إن إدارة أوباما طبقت سياسة ترتكز على ما وصفه بالعقوبات الأقسى في التاريخ. لكن رايان رد بأن إيران ضاعفت قدراتها النووية خلال السنوات الأربع الماضية، وأن الإدارة تخبطت في سياستها تجاه البرنامج النووي الإيراني، وأن هذا التخبط كان جزءا من تخبطها العام في الشرق الأوسط، ودلل على ذلك بوصفها الرئيس المصري السابق حسني مبارك بالحليف في يوم ثم المناداة بإسقاطه بعد أسبوع واحد من ذلك. وشدد رايان على أن سياسة رومني هي منع إيران من امتلاك أي قدرات نووية عسكرية؛ لأن من شأن ذلك أن يفتح الباب نحو سباق نووي في منطقة تعد الأكثر حساسية أمنيا في العالم.

وتبادل المرشحان الاتهامات في قضايا السياسة الداخلية وسط التكرار المألوف لادعاءات الدفاع عن الطبقة الوسطى، ولاتهامات خدمة الأثرياء والتعدي على حقوق أصحاب الشركات الصغيرة.