في تطور لما أثارته صحيفة الجارديان البريطانية عن مجموعة من الشباب السعودي في مدينة أبها تقدم سينما خاصة سمت نفسها بـ "شمع أحمر" كشفت المجموعة أنها تلقت دعما داخلياً وخارجياً، عبر مؤسسات ثقافية وحقوقية وإعلامية وتجارية، وأنها تلقت حتى الآن ثلاث دعوات للمشاركة في مهرجانات سينمائية تمثلت في دعوة للعرض بمهرجان أبو ظبي السينمائي، ودعوة للمشاركة في مهرجان الجزائر السينمائي للنقاش حول وضع السينما في السعودية، ومساحة من العرض في مهرجان برلين في ألمانيا.وأفصحت المجموعة عن قربها من الحصول على غطاء وتصريح إعلامي لممارسة أنشطتها وخدمتها للفن.

جاء ذلك على لسان المجموعة في حديث لـ"الوطن" وقالت: هدفها الرئيس هو تكريس حضور السينما في المجتمع، وتحويل المشاهدة إلى واقع يمكن تحقيقه في مجتمع حيوي يحضر ويتجمع في كل الأمكنة، ولكنه لا يتجمع من أجل الفن. وقالت المجموعة التي طلبت عدم ذكر أسمائها: على الرغم من أن تجمعنا نوعي من أجل سينما غير تقليدية إلا أننا نسعى من خلاله باتجاه الخروج من الغرف المغلقة، وإعطاء السينما مكانها الطبيعي والمفترض. وعن طبيعة نشأة المجموعة، واختيار هذا الشكل الغريب من السينما، قالت: السينما السرية اُبتكرت في الغرب كترف فني جديد، أما اختيارنا له فهو بسبب الحاجة إلى منفذ ندفع فيه عجلة العمل والانتاج السينمائي إلى الأمام، ورأت المجموعة أنها لا تفضل استعمال مصطلح "السينما السرية" فهو مصطلح عام، شائك ومثير قد يُعطي دلالة سلبية، إنما نفضل تسميتها بالسينما الجادة أو "السينما الفقيرة" التي تخلو من أي ابتذال تجاري وشرطها الأول، أن تكون مُنتجة محلياً وترتكز على مبدأ النقاش بعد العرض. وقالت المجموعة أن الجمهور المستهدف ليس الخارج وإنما الجمهور الداخلي المتعطش لأعمال تحكي مشكلاته وقضاياه ضمن الضوابط المراعاة.

ورفضت آراء بعض السينمائيين التقليدين في السعودية التي انتقدت اختباءها، قائلة: لا يمكن أن نقدم سينما مفتوحة في ظل عدم صدور موافقة الجهات المختصة.

وتعود جذور القصة إلى ما نشرته صحيفة الجارديان البريطانية في عددها يوم 15 أكتوبر عن مجموعة من الشباب السعودي، بلغ عددهم ستون شاباً تجمّعوا الخميس قبل الماضي في أحد المخازن لمشاهدة فيلم سينمائي افتتاحي بشكل سري، والذي يحكي قصة حياة عمال مهاجرين في أحد مشاريع البناء الكبرى، حيث اكتظ الحضور في مكان مستأجر أغلقوه عليهم، وبعد انتهاء العرض ناقش الحضور القضايا التي أثيرت في ثنايا الفيلم، إضافة إلى قضية حظر السينما. ونقلت الصحيفة رأي مخرج الفيلم الذي وصف أن الجميع كان متوترا وقلقا، وعلل أسباب مشكلة حظر السينما بقوله: "المشكلة تكمن مع بعض التيارات المتشددة التي ترفض وجود السينما" ونفى المخرج للصحيفة أن تكون أعماله تتصادم مع الإسلام، وقال: إن الهدف هو الدفع ناحية تحفيز الإنتاج السينمائي.

ويشير تعليق لأحد المعلقين الذين حضروا الفيلم، إلى الوقائع الحميمية التي حملتها أجواء عرض الفيلم الذي امتد لـ 20 دقيقة، والذي يقف خلفه شباب يافع وواعد مُحمّل بوعي وفكر واستيعاب لقيم الفن القيّمة والجمالية التي يمكن أن تقدمها سينما مهمومة بالإنسان وقضاياه البسيطة واليومية، واعتبر التعليق أن هذه المجموعة السرية لم تفتعل شيئا جديدا، فهي إنما تستقي نمطا من التجربة العالمية للسينما السرية، والتي قامت على أساس تمرّدها على السينما التقليدية، فهي تبتكر إبداعا نوعيا للفيلم القصير وتُقدمه في قالب فلسفي ، حيث تعتمد الرمزية، وتعالجه إبداعياً ليفتح آفاقا من السؤال. وهذا ما تذهب إليه دلالة إحدى فقرات البيان الصادر عن المجموعة "نحن لا نعرض السينما التقليدية ولا نتبناها، بل نعرض أعمال شباب سعوديين، تأخذ طابعها المختلف تماما عن سينما هوليود المعروفة". ومن هنا لا تحمل "دار العرض السينمائي" أي قيمة في مشروعنا، وما نستخدمه من أدوات للعرض، موجودة في عدد من المؤسسات الثقافية والفنية، بل وحتى المدارس والجامعات. ويمكن اختصارها في "بورجكتر" ورقعة بيضاء ومكان لا يضيع فيه الصوت. بحضور بعض المهتمين بهذا الفن النوعي، والمشتغلين به، لإثراء الندوة المفتوحة والمبسطة عقب العرض، بالانطباعات والنقد ووجهات النظر، وما يمكن من رؤى فنية وإبداعية". يُشار إلى أن المجموعة اختارت "ضوء صناعي" عنواناً لفيلمها الأول المعروض، وتعمل على تقديم جديد بعنوان "غطوة" بعد شهر من عرض الأول، وهناك فيلم آخر عن السحر الأسود.