لم أجار يوما ما، أيا من ناقشني أو جادلني حول إمكانات المهاجم ياسر القحطاني والتقليل منها، بل اختلفت تماما مع أصحاب هذا الرأي وتمسكت بأن القحطاني ما يزال سيد ساحة المهاجمين على مستوى دوري المحترفين السعودي والعرب أيضا. وكنت دائما ما أردد أنه_أي القحطاني_ فقط في حاجة إلى من يأخذ بيده ويذكره بما لديه من إمكانات عالية ستبقيه الأول في خط المقدمة لسنوات مقبلة وليس للفترة الحالية فحسب.

وبعيدا عن نتيجة مباراة الهلال أمس أمام الشباب، يبقى هدف القحطاني من أجمل وأروع أهداف الدوري، لأنه لخص خبرة اللاعب وكيفية تسخيرها لمصلحة فريقه من خلال تمركزه السليم واقتناصه للفرصة الوحيدة السانحة للتسجيل طوال شوط كامل.

سعدت كثيرا لهدف ياسر في مرمى حسين شيعان، وسعدت بعودة القناص إلى إرسال سهامه نحو أجساد الخصوم، وأسعدني أكثر تمسكه بسياسة الرد عمليا على من ظلوا يقحمونه في أي نقاش كروي حتى لو كان لا يخص الهلال.

وبعيدا عن نتيجة المباراة، فإن هدف القحطاني أثبت عدم تجانس خط دفاع الشباب وأكد غياب لغة التخاطب بين عناصره خلال الهجوم المضاد، وإلا لما رمى عبدالله الأسطا بالكرة في أحضان ياسر بعد أن كانت في طريقها إلى خارج الملعب، علما أنه كان آخر المدافعين في لعبة الهدف تحديدا.

ولو كنت مدربا للهلال في مباراة أمس، لما فعلت ما فعله زلاتكو بإخراجه القحطاني، فمجرد وجود الأخير وتحركه بكرة أو بدونها، كان كافيا لزيادة إرهاق مدافعي الشباب وتشتتهم ذهنيا، وخصوصا أن غياب الانسجام كان واضحا على عناصره، لكن يبدو أن هناك أسبابا أخرى دعت زلاتكو للقيام بهذه الخطوة، لا نتمنى أن يكون من بينها عدم رضاه على أداء اللاعب.

عموما دفع زلاتكو ثمن إخراجه للقحطاني بتقبل فريقه للخسارة وتفريطه في فوز كان في حاجة ماسة إليه.