وسط دعوات لاستقالة حكومة رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي، واتهام النظام السوري بالاغتيال، ومحاولات من شباب غاضب اقتحام السراي الحكومي، شيع آلاف اللبنانيين أمس في ساحة الشهداء ببيروت جثماني رئيس فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي اللواء وسام الحسن ومرافقه أحمد صهيوني اللذين اغتيلا الجمعة الماضي في التفجير الذي وقع بمنطقة الأشرفية وراح ضحيته 8 أشخاص وأصيب أكثر من 80 آخرين.

وفيما أكد رئيس الجمهورية في كلمة له دعمه للقوى الأمنية، داعيا القضاء إلى الإسراع "بالقرارالاتهامي في قضية ميشال سماحة- المملوك" المتهمين بإدخال متفجرات إلى لبنان، والسياسيين إلى رفع الغطاء عن القتلة والمجرمين وتأمين الدعم للقوى الأمنية الشرعية لكي تستطيع الاستمرار في القيام بدورها، أعلن رئيس الحكومة الاسبق فؤاد السنيورة أن "لا حديث قبل رحيل هذه الحكومة ولا حوار على دماء اللبنانيين." ووجه كلامه إلى ميقاتي قائلا "إذا لم تستقل فأنت متهم بالقتل،" و"بحماية مجرمين نفذوا عمليات اغتيال"، قبل أن ينتهي بالقول لميقاتي"أنت المسؤول، أنت المسؤول، أنت المسؤول".

وسبق التشييع الشعبي تشييع رسمي أقيم في مقر قيادة قوى الأمن الداخلي بحضور الرئيس سليمان الذي قلد الشهيد وسام الأرز الوطني من رتبة الضابط الأكبر "تكريماً لجهوده ووفاءً لاستشهاده"، ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي ووزير الداخلية مروان شربل ولوحظ غياب رئيس المجلس النيابي نبيه بري عن الاحتفال. كما حضرت عائلة الشهيدين وقادة القوى العسكرية وشخصيات سياسية.

ورأى مدير عام قوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي أن حضور رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء يمثل رسالة لأعداء الوطن. وأضاف "لا نعاني من أية اختراقات في القوى الأمنية، ولكن هناك بعض الثغرات، ونحن نواجه مجرمين محترفين". بعد ذلك تمت مواراة جثمان الحسن بجوار رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري الذي اغتيل في تفجير مماثل عام 2005.

كما حضر مراسم التشييع ممثلون عن المجتمع المدني وأعضاء من السلك الدبلوماسي ورجال الدين بينهم سفير خادم الحرمين الشريفين في لبنان علي عسيري الذي وقف إلى جانب رئيس الوزراء السابق فؤاد السنيورة والعلامة السيد علي الأمين ومفتي الشمال الشيخ مالك الشعار الذي أمَّ المصلين وألقى كلمة قال فيها "شأن الأحرار والشرفاء أن يستشهدوا من أجل مجتمعاتهم، ونحن من جانبنا سنكمل طريق الوفاء الذي رسمه الشهيد رفيق الحريري."

وعقب التشييع حدثت مواجهات بين متظاهرين غاضبين وقوات الأمن وسط بيروت حيث حاول المتظاهرون اقتحام مكتب رئيس الحكومة نجيب ميقاتي مطالبين باستقالته. وقال مسؤول إن قوات الأمن أطلقت النار في الهواء. وأفاد شهود عيان بأن اثنين من المحتجين أصيبا بالإغماء نتيجة استنشاق الغاز المسيل للدموع الذي أطلقته قوات الأمن، بعد اختراق المحتجين حاجزاً خارجياً حول مكتب رئيس الحكومة.

ودعا كل من رئيس الوزراء السابق سعد الحريري والسنيورة المحتجين إلى الالتزام بالانضباط، وشجبا محاولات اقتحام السراي.

من جهة أخرى، تتواصل التحقيقات في اغتيال الحسن حيث وصف بعض أعضاء فريق العمل الجريمة بأنها تمت "بقدر عالٍ من الاحترافية"، وقالت مصادر أمنية لـ "الوطن" إن فريق العمل متفرغ كلياً للعمل للقيام بالتحقيقات والكشف عن المجرمين. وأوضحت أن التحقيقات ستحتاج إلى أسابيع وربما شهور كون المجرمين على قدرعالٍ من الاحتراف". ويقوم مدعي عام التمييز القاضي حاتم ماضي بالإشراف على التحقيق الذي يجريه فرع المعلومات. وكانت المنطقة التي جرى فيها التفجير قد طوقت من جانب القوى الأمنية ومنع الأهالي من العبور إلى منازلهم. كما جرى جمع الأدلة من أمام حفرة الانفجار وتم نقلها إلى مقر قوى الأمن. وبالأمس تردَّدت معلومات بأن الحسن اغتيل بواسطة سيارتين مفخَّختين، وليس واحدة كما تردد في البداية. كما رشحت معلومات عن زرع 15 سيارة مفخَّخة في شوارع الأشرفية للنيل من الحسن.