في عيد العشاق، أو كاسمه باللغة الإنجليزية "فالنتاين" في هذا العام، قامت نساء العالم ولم تقعد بسبب دعوة أطلقتها ناشطة أميركية تدعى إيف انسلر، وهي كاتبة مشهورة أيضاً، دعت فيها المشاركين بالرقص تضامناً مع النساء الذين تعرضوا للعنف.

فخرجت في هذا اليوم نساء من كل أصقاع العالم، ورغم الاختلاف والتباين في أوضاع الدول اقتصادياً، وسياسياً، واجتماعياً ودينياً، إلا أن ذلك لم يمنع النساء من الخروج والاتحاد ضد ما يكاد يكون الشيء الوحيد الذي تتعرض له المرأة مهما اختلف انتماؤها أو لونها أو وطنها، بدءا بالصومال وصولا إلى أستراليا حيث حققت الحملة نجاحاً باهراً، انسلر نفسها لم تكن تتوقعه.

فجمعية انسلر في هذا العام 2013 أكملت عامها الخامس عشر، وقد اختارت انسلر يوم "الفالنتاين" تحديداً كي تنشر به الوعي لدى النساء وكيف يمكنهن مجابهة العنف اللاتي تتعرض له نساء العالم جميعهن.

ففي الكونجو شارك في هذا اليوم لاجئو مخيم ضحايا الاغتصاب، ومئات النساء والرجال ساروا في أفغانستان من أجل وقف ممارسات العنف ضد المرأة، تتفاوت من الزواج المبكر إلى الاغتصاب.

وشاركت أيضاً الهند بقوة، حيث لم تجف دموعهم في دلهي على طالبة الطب التي لقيت حتفها نتيجة اغتصابها من قبل مجموعةٍ من الشباب، فخرج عشرات الآلاف من الناس.. تجمعوا وشاركوا في الرقص من أجل دعم هذه الحملة في الهند. ولم يمنع تمزق الصومال خروج داعمين لهذه الحملة بل تم اختيار 300 امرأة لمنطقة السفارات والمباني الحكومية حيث إنها أكثر أمنا وأخذن يرقصن ويقلن الأشعار، ولا ننسى هنا مصر التي خرج فيها ما لا يقل عن 600 امرأة في تجمع واحد فقط من خمسة تجمعات، هذا بغض النظر عن 126 مدينة دعمت هذه الحملة وأخذت تبرز دورها بكيفية التعامل والتفاعل مع المعنفات جسدياً ونفسياً، وكيف يعتبر هذا العنف نوعا من الجرائم التي تندرج تحت نظام الجريمة يعاقب عليها القانون، وناقش البرلمان البريطاني في نفس يوم الحملة ضرورة أن تقوم المدارس بحملات تركز على مفهوم العلاقات الإنسانية وتجنب العنف.

بالرغم من كل ما حصلت عليه هذه الحملة من دعم دولي وصدى سياسي حيث قام أكثر من مسؤول بالتغريد دعماً للحملة من حسابه في "تويتر" ومنهم ديفد كاميرون، إلا أنه لم تقم أي من ناشطات حقوق المرأة في المملكة سواء من حملة "حقي كرامتي" أو من "ولي أمري أدرى بأمري" أو من عضوات مجلس الشورى حتى (بتغريدة) دعم لهذه الحملة!

لماذا يا ترى.. هل بسبب أن الحملات الأخرى دعت إلى الرقص؟ لكن النساء والرجال في أفغانستان لم يرقصوا، هل بسبب أن الحملة اختارت عيد العشاق كيوم لانطلاقتها والكل مشغول يبحث عن محل زهور ما زال يبيع وردةً حمراء!

لا يسعني هنا إلا أن أقول رحمك الله يا لمى.. رحمك الله يا غصون، رحمكم الله: أريج، وشرعاء، وسارة.