مأساة رهام نتيجة تراكمات عديدة ومشاكل صغيرة تراكمت على مر السنوات لتنفجر في النهاية القنبلة الكبيرة. "ما نحتاجه بدايةً هو العودة إلى مجموعة المشاكل التي أحدثت هذه النتيجة لتصحيح الوضع واقتراح حلول جذرية ومفيدة تخدم الجميع و هذا هو ما سيمنح هذه الطفلة البريئة القدرة على الابتسامة مجدداً وسيرسم البسمة أيضاً على وجه كل رهام أتت وسوف تأتي لهذا العالم".

كلنا مسؤولون عما حدث فـ "المجرم يتشارك بذنبه مع كل من سمحوا له بارتكاب الجريمة" ونحن مع الأسف قد سمحنا ومهدنا الطريق لحصول ذلك بكل سهولة، عندما يتوقف أحدنا عن المطالبة بأبسط حقوقه فهو بذلك قد شارك بجزء من تكوين المشكلة, هو قد لا يكون واعياً لذلك لكن هذا هو ما يحصل بالفعل!.

ومن الأسباب قلة الوعي الصحي والحقوقي لدى المريض والمساعدة العمياء والجهود المبعثرة للمتطوعين.

ومنها الإهمال, انعدام الأمانة والمسؤولية والقدوة بسبب" برمجة مُعينة اعتاد عليها المُجتمع, نتاج منظومتين كبيرتين هما التربية والتعليم مع الأسف" وشكلت فينا سلبية الرضا والاقتناع. "كيف تتوقع من نفسك أن تعيش بكرامة إن كُنت لا تُحقق هذه الكرامة لنفسك! لا ترض أبداً بما هو دون المستوى".

والسبب النفسي الدفين "تراكم الشعور بالإهمال على مدى السنين، والمصيبة الأكبر هي اعترافهم بذلك حين تحدث البعض ليقول: "لأننا مواطنون من جازان!". إن كنت ترى بأن من حولك ينتقص من حقك لا يعني ذلك أن تؤكد له ما يفكر فيه, لماذا لا نقوم بما نقتنع به فعلاً لنُغير من نظرة هؤلاء إلينا".

نرفض الغضب الأعمى والحقد وليس المهم هو أمر الوزير ولا المتسببين بالخطأ، بل المهم هو "التعويض عن هذه الخسائر وهو الأمر الذي كان يجب علينا التشديد بالمُطالبة به, تحسين الأوضاع, بناء مشاريع جديدة كإنشاء مُستشفيات جديدة كلياً بكوادر طبية مؤهلة. وتحويل مأساة رهام إلى عمل يفيد الآخرين".

هذا قبسٌ من بيان فاجأتنا به فتاة من أقصى جنوب جيزان، اسمها عائشة اليامي.