تزداد يوما بعد يوم البرامج المعربة، التي أصبحت بعض القنوات التجارية تحرص على حقوق بثها عبر شاشاتها، وفي تصوري أن شراء هذه الحقوق مكلف، وهذا يعود إلى الالتزام المشروط بهوية البرنامج وتنفيذ جميع عناصره، وهذه البرامج هي برامج "الفورمات".

هذا ـ بحد ذاته ـ ليس جديدا؛ فهناك كثير من القنوات العالمية أخذت حقوق بثها عبر شاشاتها، وهذا دليل علي نجاح فكرة البرنامج وقوة تنفيذه وإخراجه. السؤال؛ ألا يوجد لدينا أحد يستطيع أن يقدم أفكارا تضاهي هذه الأفكار. بلا شك، لدينا عقول تفكر وتستطيع أن تنافس بكل جدارة، حتى ننافس هذه البرامج، نعم لدينا من يفكر، لدينا من يكتب، بشرط أن نعي أهمية أن الإعلام أصبح صناعة تستطيع أن تصدر ما تصنعه، وبنفس معطياتنا الفكرية والفنية، لأن هذه البرامج المعربة حرفت الكثير من عقول شبابنا وبناتنا مما جعلهم يفقدون التوازن في التفكير وفي التصرفات، وهذا دليل على أن الغزو الفكري أصبح أداة يتسلح بها صناع الإعلام الغربي والصهيوني بصفة خاصة، فأصبح الشباب يقلدون الغربيين سواء في اللبس أو الأداء، وحتى في الحركة، بعيدين عن احترام المسرح وهيبته، زد على ذلك ضعف الكلمة المعبرة الصادقة. ولاحظت ذلك في مشاركاتهم في هذه البرامج خضوعا لما يطلبه منتج البرنامج حتى يتماشى مع هوية البرنامج مما أفقدهم هويتهم العربية والإسلامية. فلماذا لا نهتم في برامجنا بالتنفيذ ونحاول أن ننتقل من مرحلة البرامج الوقتية التي تنتهي بانتهاء فترة بثها، وأن نحرص على صناعة الإعلام، ولن يكون ذلك إلا إذا وثقنا بعقول شبابنا، وأن نفتح المجال للشركات التي تستطيع أن تصنع برنامجا مؤهلا للتصدير، حتى نصدر ثقافتنا وفننا وأسلوبنا، بدلا من أن نستورد أفكار الغير، وعلى رجال الأعمال الذين استثمروا في قنوات فضائية يفرحون بها فترة ثم يعرضونها للبيع، أن يستثمروا في برنامج قوي، ليصلوا إلى غايتهم، وهي الربح المادي، فضلا عن الإسهام في تصدير الثقافة العربية والإسلامية.