فهد عريشي


لكي أستقل حافلة خط البلدة ليس عليّ أن أبحث عن محطة وقوفها، كل ما عليّ أن أكتفي بالوقوف في أي مكان يناسبني في الشارع الذي تمر به لأرمي نفسي بداخلها وهي لم تتوقف تماما نزولا عند رغبة قائدها الذي يجبرك على أن تركض بسرعة موازية لهذه الحافلة لترمي نفسك بها، ويقلك معه في رحلة ما يجعلها تطول هو ترددك أي المقاعد تختار للجلوس عليه، دون أن ترتسم بقعة كبيرة على مؤخرة ملابسك تاركة علامة انتصار لاتساخ مقاعد الحافلة على نظافة ملابسك، وما يجعل الرحلة تطول أكثر هو صوت هدير محركها الذي تقادم عليه الزمن حتى أصبح مزعجا لدرجة أنك لا تستطيع أن تجري مكالمة من هاتفك دون أن تزعج الطرف الآخر الذي يتحدث إليك، وتكييفها الذي لا يعمل يجعل الرحلة شاقة ويجعلك تعوذ بالله من وعثاء السفر وأنت لم تغادر مدينتك، وما يجعل رحلتك ذات مغامرة ومخاطرة هو اضطرارك للنزول منها قافزا وهي تتحرك متفاديا غضب قائدها لو طلبت منه التوقف تماما قبل أن تنزل، وأنا أحاول أن أقفز منها دون أن أصاب بأذى.

تذكرت حافلة لندن الحمراء ذات الطابقين المثيرة للدهشة وحزنت لحافلة خط البلدة لدينا المثيرة للشفقة، فما جعلني أتفاءل هو المشروع القادم لمترو النقل العام الذي سيتم تنفيذه في كل من الرياض وجدة ومكة المكرمة وإلى ذلك الحين سأدعو لكل من يضطرون لاستقلال حافلة خط البلدة بالصبر والسلامة أثناء ركوبهم ونزولهم.