لم يعد الوقت كافيا، كل شيء يتحرك بسرعة، هل لدينا المقدرة على إضافة المزيد من الوقت للوقت، الأحداث، نقل الأخبار، التواصل، الحركة، الكلام، حتى الصمت أصبح سريعا.

وهناك في أقصى العالم وتحديدا في أميركا، ولدت رقصة جديدة تقوم في أساسها على سرعة الحركة، لا تلتزم بأي قواعد أو طريقة، المهم فيها أن تتحرك بأقصى سرعة.

أيام فقط، ثم اجتاحت هذه الرقصة العالم، وأصبح يمارسها الناس في كل بقعة، دون حصر، ومجرد نقرة واحدة في موقع يوتيوب، بأي لغة، ستكتشف أنك آخر من يعلم.

العجيب أن هذه الرقصة خرجت من كونها وسيلة ترفيه و"وناسة" ودخلت أتون السياسة، وأصبحت "هارلم شيك" وسيلة للتظاهر والتعبير عن الرفض، وربما لن يكون المصريون آخر من استخدمها أمام مقر حزب الإخوان.

وحين تتابع قليلا، ستجد ما هو أعجب، فالرقصة المجنونة لم تلتزم حدود الأرض، ووصلت إلى السماء، ففي إحدى الرحلات الداخلية في أميركا، اهتزت طائرة على وقع أقدام راقصي "هارلم شيك" وهي ترتفع 30 ألف قدم، وربما القادم أعجب.

ورغم أن الرقصة لم تنتشر إلا في الأيام القليلة الماضية، إلا أن البعض يرى أن تاريخها يعود لمنطقة "هارلم" في مدينة نيويورك عام 1981، حين منعت ولاية ديترويت الأميركية 30 من طلاب الثانوية بالولاية من متابعة حصصهم لمدة 5 أيام بعد أن أدوا الرقصة.

ويبدو أن الرقصة لم تجد حظها في تلك الأيام، لكنها اليوم تهز العالم أو بمعنى أصح العالم يهتز بسببها، وتقول الإحصائيات أن عدد مشاهدات مقطع الفيديو الأول الذي تم تحميله لرقصة "هارلم شيك" وصل إلى 175 مليون مشاهدة منذ مطلع فبراير المنصرم فقط.