في جلسة مختصرة، ومع براد شاي "محكور"؛ تحدث صديقي مطفوق هذه المرة في موضوع حساس لكنه يحمل رؤية جيدة وبعيدة المدى تنظر للمستقبل من جانب وطني.
يقول صديقي مطفوق: "يا أخي أحس أننا إلى حد ما نتخبط إداريا، يعني طقتنا البيروقراطية والبطالة المقنعة وصرنا مثل مصر اللي كانت مثال التقدم والازدهار وبعدين صارت مثال التعقيد وتعطيل المصالح وصار القطاع العام يهيمن على المنتج النهائي، وهو بالمناسبة منتج فاسد ولا يصل إلى حالته النهائية إلا بعد دورة طويلة من الروتين والنفعية وتعطيل المعاملات ومصالح الناس التي تمر بكثير من المحسوبية والبطالة المقنعة التي لا تسير إلا بدهن السير وتدسيم الشوارب، وهذا هو غالبا ما صار يحدث عندنا في تخليص الأمور".
أنا: "تراك طبيت في القش.. وبديت في الغلط واتهام الذمم".
مطفوق: "معك حق.. خاصة وأني لا أستطيع أن أدعي أن لدي الإثباتات لكنني أنقل كلام الناس وتجاربهم، فالناس شهود الله في أرضه وإلا وش تتوقع من موظف في المرتبة الخامسة أو السادسة أو حتى السابعة في منفذ حدودي ما، ويعرض عليه مهرب ما أن يمرر "ما معه" مع إكرامه براتب العام كاملا أو أكثر من ذلك.. وش تسوي بالله لو أنك مكانه؟ خاصة إذا كان هذا المورد يريد إدخال بضاعة عادية ليست ممنوعة لكنه يتهرب من دفع الرسوم ثم قال للمراقب خذ هالمبلغ منتب أغنى من الحكومة.. وش وضعك لو أنت مكانه"؟
"أنا: إمممم بلاش إحراج"!!
"مطفوق: والله حاس أنك ترقل".
أنا: "المهم عندي هو كلامك اللي عجبني عن التخبط والترهل الإداري، وفي هالجزئية أحس أن السبب هو كون المناصب الإدارية التنفيذية يتم تدويرها ومناقلتها بين أشخاص معدودين، إذا برز عندنا شخص استخدمناه في أكثر من مجال بشكل يفوق قدراته وطاقته وأحرقناه بكثرة نقله وندبه وتعيينه، حتى نكاد نشعر أن مافي هالبلد الا هالولد".
مطفوق: "إيه الحين أعجبتني وهذا الكلام الصح، كما أن بعض الجهات بحاجة إلى التجديد وضخ الدماء وبث الثقة في الجيل الجديد الصاعد، أتمنى أن يكون معظم الوزراء ونوابهم ومديرو الجامعات ووكلاؤهم من جيل الثلاثينيات، وأن يكون مزيجا من خريجي الداخل وخريجي أميركا وأستراليا واليابان. خلونا نجدد الأوردة ونضخ دماء وعقليات وأفكارا جديدة في عروق جديدة.. ياخي خلهم يغلطون وخلهم يغيرون اتجاه البوصلة الإدارية، لكن طبعا بما لا يمس الثوابت، خلهم يقودون مركبة الوطن إلى أفق جديد ومختلف ومغاير، المهم خلنا نشعر بالحركة والاختلاف والتجديد.
صدقني لو أعطينا الجيل الجديد الفرصة فسنكون جددنا بناء المملكة. لقد مر الزمن بسرعة عجيبة ونحن في غفلة عن التجاعيد التي أصابت كثيرا من الوزارات والقطاعات الحكومية والخدمية، وعلينا أن نتدارك الأمر وندخل الوطن في ورشة إصلاح إداري وريجيم لكثير من حالات التكدس الوظيفي. وسترون أن النتيجة في النهاية مبهرة وأخاذة.. تتفق معي والا إيش"؟
أنا: "أخ..اخ..اخ..خخ.. خخ"
مطفوق: "سبحان الله دايم يجيك النوم إذا جاء طاري المواضيع الجادة".