السفير هو أعلى موظف دبلوماسي يمثل بلاده في الدولة الأجنبية، بحيث يتمتع بصلاحيات واسعة تمكنه من رعاية مصالح دولته، والحفاظ عليها إضافة لرعاية مصالح مواطنيه المسافرين، أو المقيمين في تلك الدولة، ويكون عمله هذا وفقاً للبروتوكولات المتعارف عليها منذ لحظة اعتماد أوراقه.. ويتمتع بالحصانة الدبلوماسية هو وموظفو البعثة الدبلوماسية، ومن ذلك اعتبار مبنى السفارة ذا سيادة مستقلة عن البلد المستضيف، وغير ذلك تبعاً لمقتضيات الحالة.

الصورة الذهنية للسفير لدى الناس لا تبتعد عن هذا التفسير.. فكثير من الناس يعتقدون أن السفير هو موظف لخدمة قضايا بلاده ومواطنيه.. ومثل هذه المهمة تتفاوت حسب نشاط كل سفير..

لكنني أدرك أن هذا السفير لا ينزل للناس.. لا ينزل للشارع، وبالتالي فأنا مؤمن أنه لا يؤثر كثيراً في صورة بلاده لدى الآخرين، قدر الأثر الذي يتركه المواطن المسافر لتلك الدولة.. هذا المواطن هو السفير المفوّض الحقيقي.

كثير ما نجد حفاوة من بعض الأشخاص في بعض الدول البعيدة.. حينما تتحدث معهم مستغرباً؛ تجد أن هناك صورة طيبة تركها أحد العابرين لتلك الدولة، وما زالوا يحتفظون بها ويتعاملون معك ومع غيرك وفقاً لها.

وعلى العكس تجد أحياناً من يحمل ويُشنّع على هذه البلاد وأهلها.. حينما تتقصى عن الأسباب تجد أنه بسبب موقف سلبي تركه مواطن آخر عكس المواطن الأول.

أي المواطنين أنت؟.. يهمنا أن نعرف.. لأنهم ربما سيعاملوننا وفقاً للصورة التي ستتركها لديهم.