"دخلت زوجته عليه فجأة وهو يتحدث بالهاتف وقالت له: مع من تتحدث؟ فأغلق الهاتف وأنزل رأسه وهو خائف ثم قال لها وهو متردد: كنت أتحدث مع زوجتي الثانية التي تزوجتها على سنة الله ورسوله منذ سنوات بالسر. فدمعت عيناها ثم قالت له: لا تقلق.. سنكون أنا وهي أختين حبيبتين بإذن الله وسنكون أصدقاء، ولكن تعال معي نكمل حديثنا في غرفتنا حتى لا يسمع أبناؤنا".

بطبيعة الحال لن يصدق أي أحد منكم هذه القصة وبالتأكيد غالبيتكم عرف ما حدث بينهما داخل الغرفة.

آخر الأنباء التي وصلتني عن هذا الزوج أنه يرقد حالياً في أحد المستشفيات ويعاني من غيبوبة!

دعونا نتحدث بصراحة، كثير من الزوجات يلمن أزواجهن على إخفاء موضوع زواجهم من ثانية، وغالبية الأزواج لم يقوموا بهذا التصرف إلا لمعرفتهم بطبيعة المرأة وغيرتها وحبها لتملك زوجها وأعتقد أن هذا أبسط حقوقها!

لذلك دعونا نبحث عن حل مرض للطرفين:

الزوج عادة لا يتزوج زوجة ثانية إلا في حالة عدم اهتمام الزوجة الأولى به ويكون بزواجه الثاني يزعم أنه يبحث عن الراحة ولا يعلم أنه سيفتح على نفسه أبواب "جهنم"! رغم أن الزوجة الأولى في هذه الحالة هي المسؤولة وهي التي تُلام.

الحالة الثانية عندما لا تستطيع الزوجة الأولى أن تنجب ويكون العيب منها وهنا لا تتحمل هي أي مسؤولية في الموضوع فهي إرادة الله ولكن أيضاً علينا ألا نغفل أن للزوج الحق في البحث عمن تنجب له الذرية.

أعتقد أن غالبية النساء والله أعلم ستطلب الطلاق من زوجها ليبحث عن الذرية لعدم استطاعتها تحمل دخول زوجها عليها بالضرة، ولكن هناك أزواجا يصرون على أنهم ما زالوا يحبون الأولى ويتمسكون بها ويرفضون تطليقها بحجة أن زواجه من الثانية للبحث عن الذرية وإلا فالحب للأولى فقط! وهنا سيدخل الزوج بعد فترة من الزمن في حال رضا الزوجة بمشاعر متضاربة، فالأولى تحاول أن تخدمه بقدر ما تستطيع لكي تغطي نقص عدم الإنجاب، والثانية ستلعب على وتر أنها (أم العيال) وأعتقد والله أعلم أن زوجته الأولى لن تبقى على ذمته طويلاً!

ولكن هناك حالة نادرة الحدوث أعرفها شخصياً وهي أنه بعد اكتشاف عجز الزوجة عن الإنجاب رفض الزوج بشدة التخلي عن زوجته التي يحبها ودون الزواج بثانية محاولاً منذ سنوات البحث عن علاج حتى وصل به الأمر إلى عدم جدوى العلاج فقرر أيضاً ألا يتنازل عن زوجته حتى لو لم يُرزق بذرية مدى الحياة! وهذا لعمري نادر ونادر جداً!

رغم أنني وحتى ساعة كتابة هذه الحروف لم أتزوج بعد إلا أنني أعلن من الآن بأنني لن أتزوج بثانية إطلاقاً، على الأقل حتى لا أرقد بجانب سرير الزوج الذي سرد قصته آنفاً!