خشم نائب وزير الصحة للشؤون الصحية اكتسب شهرة وحضورا إعلاميا بعد أن أشار إليه في تعبير شعبي دارج بمعنى "أبشر"، بعد أن دخلت عليه امرأة بقولها: "أنا داخلة على الله ثم عليك"، لتخبره عن خطأ طبي تعرضت له ابنتها قبل سنوات، وتسبب لها في الشلل التام، وتركت بعدها تواجه مصيرها المحتوم، وطلبت لابنتها الإنصاف بمحاسبة المتسببين والمقصرين. وبعيدا عن سيناريوهات المسلسلات البدوية المفتعلة والتي ليس هذا مكانها، من الدخول على صاحب الحاجة، أو رمي "العقال" للرجال عنده، حتى تستثار حميته وشهامته فيجود بما يملك، فهذه المرأة لم تطلب شيئا شخصيا من نائب الوزير، بل تطلب حقا عاما مكفولا لكل المواطنين، ويجب عليه القيام بواجبه تجاههم جميعا، ومن حق هذه المرأة باسم الدين والقانون والعدل والإنسانية أن تنال كامل حقها بمعرفة المتسبب ومحاسبته عاجلا، وإنصافها وتعويضها بما يوازي الخطأ الذي لحق بها والضرر الذي تكبدته، دون أن تضطر للتذلل لأحد أو استجداء أي كان، لا أن تهمل قضيتها كل هذه السنوات.
إن اضطرار هذه المرأة لاتباع هذا الأسلوب لطلب حق من حقوق مواطنتها، التي تكفلها لها هذه الأرض المعطاء، دون أدنى منة من أحد، وبعد أن أعيتها الحيلة، لهو عار سيلحق بالأجيال من بعدنا، فقد اعتادت هذه الأرض أن تمنح الخير لكل من حولها قريبا كان أو بعيدا، فكيف بحدوثه مع ممثل وزارة الصحة بكل ما تحمله حقائبها الوزارية من توجيهات سامية للاهتمام بالمواطن وتلمس احتياجاته وتوفير الرعاية الطبية له أينما وُجد مدعومة بميزانية سخية، ولا أجده إلا دليل تقصير وإهمال مزمن، فضلا عن كون الخطأ الطبي الحاصل دليل تفريط. وما تأجيل إنصاف هذه المرأة والبت في موضوعها كل هذه السنوات مماطلة وتسويفا، إلا دليل واضح على أن هذه الوزارة تتعامل مع المواطن بلا مبالاة وعدم إحساس بالمسؤولية.
وبالمناسبة أهدي وزارة الصحة هذين البيتين الرائعين للأمير الشاعر خالد الفيصل:
ما ينسينا الخطا حب الخشوم.. ولا يطهرك المطر عشرين عام
مخطي ترضى لنا ظلم الظلوم .. ومخطي ترضى على شعبك يضام