مجاهد حامد الرفاعي

عضو مجلس الثورة السورية


بداية أؤكد أن حركة تفاعل الأحداث في سورية أشبه ما يكون بحركة البورصة الدولية ففي كل دقيقة تتغير لوحة الأرقام وتتغير المعطيات.. مما يجعل المشهد السوري يتغير بسرعة وعلى مدار الساعة.. إلا أن هناك مرتكزات أساس وأهدافا استراتيجية ثابتة وراء آلية حركة تشكل المشهد السوري وتغيراته.. واليوم أقدم هذه القراءة المختصرة للمشهد السوري الراهن وهو على النحو التالي:

- الثورة ولله الحمد في تنام مطرد وساحات وجودها تتسع في المحافظات السورية بشكل عام.

- أؤكد ثانية ما قلته في دراسة سابقة "لو خُيّرت إيران بين مشروعها النووي وبين سورية لاختارت سورية".

- المواجهة المحتدمة في دمشق بين الثوار والعصابة المحتلة وبداية المواجهة في حلب يعني تكامل مقومات معركة الحسم والنصر إن شاء الله ويؤكد أن سقوط العصابة النصيرية وحلفائها أصبح وشيكا.

- ولكن متى..؟ وكيف..؟

إن المواجهات الجارية بين القوى السياسية إقليميا ودوليا توحي بملامح الإجابة عن هذين السؤالين:

أولا - روسيا

1. أبلغت روسيا أكثر من طرف إقليمي ودولي: "أنها لا تتمسك بالرئيس بشار ولا بالذين يقومون على شأن النظام السوري القائم". وأسرّت لبعض أصدقائها المقربين إقليميا ودوليا: "أن موقفها من الحالة السورية مرتبط بضمان وجودها في سورية باعتباره مرتكزا استراتيجيا لضمان دورها الإقليمي والدولي في توجيه حركة الأحداث.. وضمان دورها في التحكم بمعادلة الموازنات الإقليمية والدولية".

2. وهذا يعني بوضوح أن موقف روسيا المتحالفة مع إيران والصين وغيرها من المسألة السورية يقوم على ضمان وتعزيز وجودها في المنطقة.

3. وهي ترى إلى الآن: أن ضمان وجودها في المنطقة مرتبط باستمرار وجود كيان الطائفة النصيرية بشكل أو بآخر. بصرف النظر عمن يرأس ويدير هذا الكيان!

4. وعلى هذا الأساس تتطلع روسيا إلى تعزيز وجود كيان نصيري في المنطقة على غرار الكيان الصهيوني.. فإن لم يكن ذلك على كامل الأرض السورية فليكن على الجزء الغربي من سورية

(وبالتحديد من إسكندرون التركية في الشمال إلى مرتفعات الجولان في الجنوب). ليكون هذا الكيان حليفا استراتيجيا لها يوازي ويتوازن مع التحالف الاستراتيجي الأميركي – الإسرائيلي .. ومثل هذا التطلع يجد دعما من إيران وإسرائيل والصين.. طبعا كل وفق ما يحقق هذا التحالف له من مصالح إقليمية ودولية وهذا أمر فيه تفصيل كبير وخطير.

ثانيا - أميركا والغرب

الموقف الأميركي والغرب مبني على الاستعداد للتعامل مع أي نهاية للحالة السورية بشرط:

1. ألا يتعزز الوجود الروسي والإيراني في المنطقة.

2. ألا ينتهي الأمر إلى جهة مسلمة متعصبة تهدد مصالحهم في المنطقة وتهدد أمن إسرائيل.

3. الاطمئنان إلى بلورة بديل سوري مناسب لها ولمصالحها.

أما الجواب عن سؤال: كيف..؟ هذا يكون بواحد من الاحتمالات التالية:

1. مفاجأة دراماتيكية لانهيار سلطة العصابة المحتلة وانتصار الثورة.

2. انسحاب العصابة المحتلة من داخل سورية في أسوأ الأحوال وتمركزها في الشريط الغربي المعد لقيام كيان طائفي نصيري.

3. دفع سورية إلى حالة من الصراع والاحتراب الأهلي بقصد:

• إنهاك الشعب السوري وشرذمة وحدته مما يعطيهم فرصة عودتهم لإنقاذ الحالة ومن ثم تسلطهم من جديد.

• إعطاء أنفسهم فرصة ذهبية لبناء كيانهم المنشود بدون ضغوط أو ممانعة من الشعب السوري المتحارب والمتصارع.

وبعد.. ما المخرج من كل هذه الاحتمالات غير السارة والخطيرة للحالة السورية؟

1. المسارعة إلى الدعم الجاد للثورة بالأسلحة النوعية المتطورة.

2. تطهير السوريين في خارج الوطن من خطيئة ما تسمى المعارضة والتأكيد أنهم امتداد للثورة والثوار في الداخل.

3. تنظيم الاعتصامات في عواصم العالم ومدنه احتجاجا على الحرب المدمرة التي تشنها إيران وحلفاؤها على الشعب السوري وانتهاك سيادتهم ومنعهم من إقامة دولتهم الحرة وتقرير مصيرهم المشروع.

4. توثيق جرائم الحرب الإيرانية وحلفائها وتقديمها للمحاكم الإقليمية والدولية المعنية.

5. التأكيد أن الشعب السوري هو صاحب القرار في تحديد هويته ونهجه ونمط الحكم الذي يختاره لنفسه بعد النصر وذلك عبر الاستفتاء الشعبي الحر النزيه وتحت رقابة إقليمية ودولية محايدة.