أعربت المفوضة العليا لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة نافي بيلاي الجمعة عن قلقها الشديد لاقرار اللجنة الدولية للصليب الأحمر بعجزها عن مواجهة تفاقم الأزمة الإنسانية في سورية. وقالت نافي بيلاي في مقابلة: "هذه هي أهمية اللجنة الدولية للصليب الأحمر.. إنهم يتمكنون على الدوام من الوصول إلى السكان، إلا في حال كان ذلك مستحيلا فعلا. وبالتالي فإن هذا التصريح مقلق جدا"، في إشارة إلى تصريح صدر عن رئيس الصليب الأحمر بيتر ماورر. وقال ماورر في مؤتمر صحفي في جنيف أول من أمس: "لا يمكننا تطوير عملياتنا بسرعة كافية لمواجهة تفاقم الوضع الإنساني في سورية.
ورأت بيلاي "ذات مغزى كبير أن تقول اللجنة الدولية للصليب الأحمر إنها عاجزة عن القيام بهذه المهام الرئيسة". كما انتقدت "فشل" مجلس الأمن في وضع حد للأزمة في سورية. وقالت متحدثة على هامش منتدى حول الديموقراطية جرى في بالي: "إن الفشل في مساعدة الشعوب الضحايا ظهر جليا على ضوء الوقائع الجارية جرت منذ أكثر من 18 شهرا، وآلاف الأشخاص الذين قتلوا في سورية". وتابعت "أدعو مجلس الأمن إلى الالتزام بالاتفاقيات التي أقرها هو نفسه، والمعايير التي حددها، أي ضمان السلام والأمن في العالم".
وفي سياق متصل، تسعى منظمة "أطباء بلا حدود" الدولية إلى إنقاذ مصابي الاشتباكات في سورية يوميا، في مستشفيات تحرص على ألا تكون معروفة أو ملحوظة، حتى لا تتعرض لقصف أو اعتداء. وقال رئيس فرع المنظمة في ألمانيا تانكرد شتوبه: "عملت في شمال غرب سورية منذ منتصف أغسطس حتى منتصف سبتمبر الماضي، وساهمت في إقامة مستشفى. إننا نؤسس مراكز للمستشفيات في منازل عادية حتى لا تكون ملحوظة بقدر الإمكان؛ لأن دون ذلك سيكون هناك خطر كبير للتعرض للقصف". وذكر شتوبه، أنه من المهم أن يكون الأطباء في موقع الأحداث؛ لأن كثيرا من المصابين لن يستطيعوا البقاء على قيد الحياة لحين نقلهم إلى مخيمات اللجوء على الجانب الآخر من الحدود، وقال: "الوضع آنذاك كان محبطا وازداد سوءا منذ ذلك الحين". وأشار إلى أن المصابين ليسوا رجالا فحسب، بل يوجد بينهم أيضا الكثير من النساء.
من جهة أخرى أعلن مدير مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة جون جينج أن عدد الأشخاص الذين سيحتاجون للمساعدة الإنسانية داخل سورية يتوقع أن يرتفع إلى أكثر من أربعة ملايين في مطلع العام المقبل. وقال "في مطلع السنة الجديدة ... نتوقع أن يرتفع عدد الأشخاص الذين سيحتاجون لمساعدة إنسانية من 2.5 مليون إلى أكثر من أربعة ملايين، وسيواصل هذا العدد الارتفاع بسبب المعاناة الإنسانية".