قبل عدة أشهر، نشرت "الوطن" تقريرا موسعا عن دراسة أعدها شاب سعودي موهوب، حول طاقة الرياح التي تمر من حولنا مرور الأحلام دون أن نفكر في استثمارها.

الشاب عبدالرحمن الحربي، صاحب الدراسة، تحدث بحرقة عن نفطنا المستنزف في إنتاجنا المحلي لتوليد الطاقة الكهربائية، وكيف يمكن الاستغناء عن ذلك بمولدات تعتمد على طاقة الرياح.

استطاع ذلك الشاب الوطني أن يحصل على دراسات عديدة تؤكد نجاح مشاريع استثمار الرياح في أماكن قريبة على سواحل مصر، ودراسات أخرى حول أماكن في الجهات السعودية المقابلة، ونقل حديث مهندس ألماني متخصص في أهمية استثمار منطقة "راس الشيخ حميد" التابعة لمنطقة تبوك، لاستثمار طاقة الرياح.

أتذكر جيداً أنني حاولت الحصول على أي معلومة من وزارة المياه والكهرباء تؤكد على الأقل تفكيرهم في هذا الأمر، إلا أنهم لاذوا بالصمت حال معظم وزاراتنا.

ألمانيا التي بدأت تتخلى عن مفاعلاتها النووية، واستثمرت بذكاء طاقة الرياح، حيث تتوزع المولدات على معظم أرجائها؛ تختصر علينا طريق التجربة النووية، وتمنحنا خلاصة البحث عن الطاقة.

وهنا أتساءل: أين الأبحاث الجامعية حول هذا الأمر؟ فكل ما وجدته كان دراسة قديمة منذ عام 2003 من جامعة الملك فهد للبترول والمعادن قبل أعوام طويلة، ثم لا شيء.

لا بد من اتجاه حقيقي لاستثمار موارد الطاقة المتجددة، وعدم الاعتماد على البترول بشكل كامل، ولابد أن تقوم وزارة المياه والكهرباء ووزارة البترول والثروة المعدنية بتمويل الدراسات الخاصة حول ذلك.

البترول الذي تختزنه أرضنا ونعيش عليه، سيأتي اليوم الذي ينضب فيه، أو على الأقل يُستغنى عنه، وهذا الأمر يحتم مسألة البحث الآن عن البدائل من مصادر الطاقة المتجددة مثل الرياح والشمس وغيرها.

أمانتنا ومسؤوليتنا نحو الأجيال القادمة تستدعي حراكا جادا نحو التقليل من الاعتماد على النفط كمصدر للطاقة، والبحث عن مصادر أخرى، الآن.