اعتدنا كعرب، أن ننتظر عشرات السنوات في حياة مبدعينا، دون أن نكرمهم، ثم ننتظر عشرات السنوات كي يموتوا، ونحضر مراسم عزائهم، بعد أن ندفنهم بأيدينا، ونتأكد من جودة إغلاق القبر، ثم نقول: رحمهم الله.. كانوا مبدعين.

هذا الحال، هو حالنا مع كل المبدعين العرب، في شتى مجالات الإبداع، والشأن السينمائي، لا يخرج عن تلك الحال، نتأكد من إغلاق القبر، ثم نعقب بجملة: رحمهم الله.. كانوا مبدعين!.

الذي يتابع مئات الفضائيات العربية يدرك الحجم الكبير للقنوات المتخصصة في السينما العربية، وهي بالعشرات، ومتخصصة فقط في الشأن السينمائي.

أنتجت السينما العربية مئات، بل ربما، آلاف الأعمال السينمائية، غير أن الجيد منها والمدهش، والمتجاوز، نادر وقليل، وكلامي هنا، عن هذا النادر والجميل.

لا نريد قنوات سينمائية تعرض الجيد والرديء من الأعمال، ما دامت متخصصة في السينما، ولا نريد عرض أفلام فقط، بل نريد برامج حوارية حول تجارب سينمائية عربية ثريّة، وندوات تكريمية لمبدعين سينمائيين عرب، الأحياء منهم والأموات.

الذي أعنيه: ما الذي يمنع فضائية عربية متخصصة في السينما من طرح تكريمي لعباقرة السينما العربية، من المخرجين السينمائيين، أمثال يوسف شاهين، وعاطف الطيب، وداود عبدالسيّد، وخيري بشارة، ومصطفى العقاد، وشريف عرفة، وغيرهم.. وإعادة تدوير أعمالهم في الشاشة، تكريما لهم.. وتكريما لأعين وعقول المشاهدين العرب، بسينما حقيقية ورائدة، وإبداعية متميّزة.