انطفأ وهجهها وتلاشى حضورها وغابت شمسها لتعلن رحيلها ململمةً حقائبها المثقلة بالصور المؤطرة لذكريات محنطة على هيئة رؤيةٍ عابرة..
فتبدأ حكاية بمجرد رحيل النهاية.. ليولد زمنٌ جديد .. بُحلةٍ بيضاء نقية.. أشبه بسجيةٍ طفولية.. ليفترق شمل ويجتمع آخر بأوجهٍ تعددية.. فتغيب خلف جبال المنطقية.. سنة الوقائع والأحداث التمردية.. لتمنح هلال المستقبل حرية الظهور ليزف لنا خبر قدومها فنتساءل ما كل هذه الجلبة الأرضية كل يتمـتم ويدعو.. وآخـرون على ضـفاف الأمنيات يدونون أحلاماً نرجسية.
إنها جلبة فلكية.. تؤجج الأعاصير بداخلنا لنمر على سواحل الفصول السنوية.. فنزداد تمسكاً بفراء الذكريات ليحمينا من لطمات الدهر القوية... لنجد أنفسنا نصارع أمواجاً ربيعية تقذفنا على مرافئ السفن العنجهية. تحمل في أحضانها أشهراً وهمية.. بتواريخ رقمية.. مدعيةً قدومها من خلف ستائر الكون الدائرية.. لتفجعنا بقدومها دون مقدماتٍ بلورية.. فنتراكض لشراء تقاويم هجرية.. كي نقلب صفحاتنا اليومية .. حتى لا نقع مجدداً في مصيدةٍ تاريخية..
هي هكذا في كل سنوية .. تلف وتدور دون محطة.