ألمح دبلوماسي أميركي إلى أن الفترة الثانية من رئاسة باراك أوباما ستشهد تغيرا واضحا حيال الأزمـة السورية.
وقال السفير الأميركي السابق في تركيا روس ويلسون أمس إن القراءة التي تصله تفيد بأن الإدارة تعتزم التخلي عن سياسة رد الفعل وأن تتبنى خطا مبادرا، والتنسيق بشكل فاعل ومختلف مع روسيا ودول الشرق الأوسط لتنحي الأسد وانتقال السلطة.
وحول احتمالات عمل عسكري ضد النظام السوري قال ويلسون "ليست المسألة خيارا بألا نفعل شيئا أو أن نرسل قوات المارينز، ففي المسافة بين الخيارين هناك وسائل أخرى".
إلى ذلك اعترفت بريطانيا أمس بالائتلاف السوري الجديد ممثلا شرعيا للشعب السوري.
رجح السفير الأميركي السابق في تركيا روس ويلسون أن تشهد الفترة المقبلة تنسيقا دوليا متزايدا يضم الولايات المتحدة وروسيا ودول الشرق الأوسط المعنية لإنهاء الأزمة السورية بإخراج بشار الأسد من السلطة ووضع صيغة انتقالية يمكن أن تحول دون انزلاق البلاد إلى فوضى الحرب الأهلية.
وقال ويلسون في تصريحات بواشنطن "لم يرغب الرئيس باراك أوباما في الحديث بلغة تصعيدية حول سورية لأسباب انتخابية، فالأميركيون يعارضون أي تلميح إلى احتمال تورط بلادهم في حرب جديدة بالشرق الأوسط.
لقد كان الرئيس يعلم أن تلك اللغة هي لغة سلبية انتخابيا، ولكنني أعرف على الرغم من ذلك أن الدور الأميركي من الناحية العملية وبصرف النظر عن أية اعتبارات سياسية كان دورا بطيئا ومتخلفا بالمقارنة بالدور القيادي الذي دأبت واشنطن أن تلعبه على مسرح تلك المنطقة الحساسة من مناطق العالم طوال 60 عاما".
وأضاف ويلسون "هناك انتقادات توجه للرئيس بهذا الشأن وهو على دراية بها.. لقد سبقنا الجميع في المطالبة برحيل الأسد ولكن المشكلة أن الرئيس كان يعرف وهو يدلي بهذا التصريح أنه لا يمتلك استراتيجية واضحة يمكن أن تجعله حديثا له معنى.
وهكذا فإن هيبة الرئيس تعرضت لموقف سلبي حين قال شيئا ولم ينصت له أحد".
وتابع ويلسون خلال لقاء مع صحفيين في مركز الصحافة الوطني أنه يأمل أن يتغير الحال في إدارة أوباما الثانية. وشرح ذلك بقوله "العلامات الأولى تدل على أن الإدارة جادة في إنهاء هذه الأزمة. صحيح أن الموقف من تحالف قوى المعارضة الذي ولد مؤخرا لا يزال يتسم بالحذر ولكنني أعرف أن هناك تبدلا في اتجاه الريح لاسيما من حيث التنسيق الأميركي – الروسي بهذا الصدد. القراءة التي تصلني من الزملاء في السلك الدبلوماسي تفيد بأن الإدارة تعتزم خلال الفترة المقبلة التخلي عن سياسة رد الفعل تجاه سورية وأن تتبنى خطا فاعلا ومبادرا". وحول احتمالات القيام بعمل عسكري ضد نظام الأسد قال السفير "ليست المسألة هي خيار بألا نفعل شيئا أو بأن نرسل قوات المارينز.
في المسافة بين الخيارين هناك عشرات من الوسائل الأخرى الاستخبارية والدبلوماسية والسياسية والإنسانية، والعناصر الأهم في تقديري في أي مقاربة جديدة ستكون التنسيق على نحو أكثر قربا مع جيران سورية والدول الفاعلة في المنطقة وتصعيد دعم المعارضة بصورة ملموسة.
لا ينبغي أن نترك المعارضة وحدها ولا ينبغي أن نتعلل بأي شيء لوقف مساعدتها عسكريا بأفضل صورة ممكنة".