شغف "خالد القحطاني" وعشقه لسيارته جعله مهووسا بها، حيث يغسلها يوميا بشامبو أو صابون خاص، ويضعها في مستودع بعيدا عن الأعين، ويسكب عليها يوميا معطرات خاصة، وقد سيطر حبه للسيارة عليه، فأصبح لا حديث له مع أهله أو أصدقائه إلا عن سيارته .. وأضاف لها من إكسسوارات، وتقاليع غريبة، جعلتها الأجمل بين السيارات.
يقول القحطاني: "منذ أن اشتريت سيارتي الجديدة، من راتبي الخاص، أصبحت أحبها وأخاف عليها، لدرجة أنني أطمئن عليها من نافذة غرفتي بشكل مستمر، وأرفض أن يركبها أحد غيري، حتى لا تتسخ، أو تتعرض لحادث، كما أنني منعت الأطفال من ركوبها معي، حتى لا تتعرض للعبث، وأهلي يعرفون ذلك"
أما سلطان الجابر فقد حصل على قرض بنكي واشترى سيارة جديدة من الوكالة، وقد كان ذلك حافزا لكي يهتم بها اهتماما خاصا، يقول: "أحب سيارتي أكثر من نفسي وزوجتي، لدرجة أنني عندما أتوقف بها أترك المسجل داخلها يذيع القرآن الكريم ليل نهار حتى أحميها من العين، واذا سألني أحد عنها يوما، أو أبدى إعجابه بها، أنام تلك الليلة في السيارة خوفا عليها، وأتفحصها من حين لآخر"
ولكن عبدالله عسيري من خوفه وحبه لسيارته أصبح يستيقظ من نومه طوال الليل أكثر من مرة، ليتأكد أنها موجودة أسفل المنزل. يقول "أفعل ذلك حتى أتاكد من أنها موجودة عند باب منزلي، ولم تسرق"
ويرى أستاذ الطب النفسي الدكتور عبدالله الصافي أن العامل الاجتماعي أو الاقتصادي دافعان أساسيان لهوس الشباب بهذه الأمور، ويقول "لقد أصبح شغل بعض الشباب الشاغل هو تبديل السيارة، ومتابعة أحدث الإكسسوارات الخاصة بها، وأصبح البعض يخصص صابونا معينا لتنظيفها، كذلك يغير ألوانها الداخلية من حين لآخر، المهم أنه يجعلها مختلفة ومتميزة عن غيرها".
وأضاف أن "هذا الاهتمام يختلف باختلاف القدرة المادية بين الشباب، وهذا الأمر قد يخلق صراعات ومشكلات داخل الأسرة وخارجها"، مشيرا إلى أن ذلك الهوس قد يظل في طور الشغف بالهواية، وقد يزيد عن حده ليلامس حد المرض.
وقال الدكتور الصافي إن "الشباب عموما يحبون الظهور والتباهي بما يملكونه من أغراض، وتسود بينهم ثقافة الامتلاك، حيث يرغب كل منهم في امتلاك الأغلى والأحدث، والشباب خاصة في مجتمعنا السعودي، يحبون إثبات الذات، بطرق عدة، ومن بينها السيارة، التي يحرصون على الاعتناء بها، والبعض يهوى تعديلها لتتميز بقدرات أفضل، ربما لأن السيارة الوحيدة التي تعتبر ملكا خاصا للشاب ويفعل بها مايريد".