بينما الناس من حولنا يتنادون إلى مليونيات القهر والضياع، قدمت مليونية معرض الرياض الدولي للكتاب رسائل، قراءتها كتجربة ـ لولا محيط تنموي مزدهر ـ ما نجحت وانتهت على ما يرام، الأحداث من حولنا وخفوت الأضواء عن معارض دول الجوار لم تستثمر كما يجب لمضاعفة فرص التألق والنجاح، رغم قوة الفرصة المتاحة.

"مليون ونصف نتيجة بحث و12 ألف خبر عن معرض الرياض الدولي للكتاب" عبر محرك بحث واحد، من يدري بعد نشر هذه المعلومة كم تضاعف عدد مرات البحث، مما يعني ضرورة تحري نقاط الضعف وتلافيها.. وتقوية نقاط الجذب والاستثمار فيها.

من المُلح إيجاد مقر دائم ومتنفس لائق للفعاليات الثقافية، طاقته الاستيعابية أكبر من الحالي، كانت البوابات وتكدس الناس للتفتيش أم الأزمات.. إيجاد الحلول الوقتية مثل دعوة الزوار للدخول من البوابة الشمالية لتفادي زحام البوابة الجنوبية يعني في المعرض القادم مضاعفة أعداد البوابات ومساحة مواقف السيارات، وإتاحة وسائل نقل من وإلى المواقف، تخفف على الناس، خاصة الأمهات والأطفال وكبارالسن والمرضى.. الناس لديهم أعمال وهموم ومشاوير قبل وبعد المعرض وهذا الأسلوب البدائي في عدم تقدير وقت الآخرين غير حضاري ومنفر من الزيارة.

في شكل عام نجح المعرض من زوايا ردود فعل الناس حيالها، ودرجة رضاهم متباينة، وسرد الإيجابيات ليس هذا محله لضيق المساحة، لكنها معلومات تذكر فيشكر من اجتهد وتعب لإبراز وإنجاح هذه التظاهرة الوطنية.

المعرض يمثل الوطن وواجهته الثقافية المشرقة..لا يمثل الشخوص ولذلك يجب اجتثاث الشللية والمجاملات والتقييم بموضوعية.. كتبت عنوان المقالة برمزية "حرف ن = نجاح، والحرف الأخر أول حرف من كلمة إفلاس..!

الإفلاس يتجلى من قائمة البرنامج الثقافي والخيارات المملة غير الجاذبة.. للحديث عنها بتفنيد أكبر مقالة خاصة، والمهم في شكل عام لم تخفق لجنة نشاط ثقافي في جذب مرتادي معرض الكتاب كما حدث مع لجنة هذا العام، وهو إفلاس غير مبرر، كون الإمكانات ووكيل الوزارة للشؤون الثقافية المشرف العام على المعرض الدكتور ناصر الحجيلان، ومدير المعرض الدكتور صالح الغامدي، منحوا الفرص لتصميم البرنامج الثقافي لهذا العام بإعلان من أعضاء اللجنة.. والنتيجة سلبية.

يبقى السؤال الحائر: ألا يستحق المعرض جهدا واستعدادا مسبقا ليقدم بأسلوب إبداعي خّلاق مع تقييم يستفاد منه في أفكار التطوير.. ومشاركة شبابية لصناعة معرض يليق بمليونيات الشباب المتعطشين؟

إلى متى أقلية محسوبة على جسد الثقافة تتصدر المشهد، وتهمش فئة الشباب وما يبحثون عنه. من التخلف اعتبار مناقشة "الإعلام الاجتماعي" الذي يعيشونه يوميا أسلوب مواكبة.. يتبع!!