ومرة أخرى، أخي العزيز الفاضل الدكتور، عوض القرني، سنبقى مع عناوين الملفات وترتيبها في مسألتكم الوطنية القيمة لمقترح مشروع الإصلاح. أسماء الملفات وأرقامها من حيث الأهمية تعكس طبيعة وأهداف المشروع، ومرة أخرى سأقول إنكم رغم النوايا الأمينة الصادقة إلا أنكم مدرسة خارج الزمن وخارج النبض الاجتماعي، وأيضاً خارج هموم الساعة الاجتماعية. وستبقى من الإشارة أن اللبيب يتعلم من التجربة، وكنت أظن أن تجربة (الجماعة) في مصر الشقيقة ستكون درساً لما حصل في الفارق بين دروس (الإنشاء) من قبل ودرس الحصة الواقعية من بعد. تبرهن المجتمعات أخي الفاضل الكريم أنها تكبر فوق خطب التخوين والتشكيك التي تنسجها الرسائل والخطب من رسائل الوهم عن أعداء وهميين وعن مؤامرات في خيالات العقلاء والناصحين لا مكان لها في الواقع. المجتمع يبحث عن تطوير التعليم بما يوازي العصر، وأنتم فريق المناضلين ضد هذا التطوير الذين يقولون لهذا المجتمع إن ثعباناً تغريبياً يرسم على كل ورقة منهج بحبر خفي. المجتمع يبحث عن الاقتصاد وعن الوظيفة وأنتم في أبراج الخيالات عن الليبرالية والتغريب والعلمنة وعن كل ما قبلها من مصطلحاتكم عن أخطار الإمبريالية إلى القومية ثم الشعوبية ثم الماسونية ثم الحداثة ثم... ثم... حتى بات لكم في كل عام جديد مصطلح ننسى معه المصطلح الذي قبله. هذه المشاريع كلها ضرب وقسمة وطرح وتصنيف هدفه التخوين والإقصاء مثلما تهدف إلى بث رسالة إلى هذا المجتمع أنه ينام فوق سرير من العقارب. كل الهدف من هذا التخوين ليس إلا أن تكون (المدرسة) وحدها هي المنقذ بينما البراهين من حولنا تشير إلى أنها غرقت في دروس الإنشاء وحصص التخوين بلا مشروع يلامس الحاضر والمستقبل. كيف لنا صاحب الفضيلة أخي الدكتور أن نطمئن لمشروعك الإصلاحي وأنت تحذر من عمل المرأة وتعده تغريباً بينما الإحصاء يشير إلى خمسة ملايين عاطلة في السنوات الخمس القادمة، كيف لنا أن نقرأك محذراً من الابتعاث وخطره على الأمة بينما أنت وأنا نعرف أن تسعة من أعضاء جماعة شورى الجماعة السبعة عشر درسوا في الغرب بمن فيهم محمد مرسي وأيضاً ولداه. بمن فيهم حازم أبوإسماعيل الذي يحمل أخوه وأختاه وحتى أمه جنسية أميركية كاملة. والحق أخي، أبا محمد، أنني مثلما قلت بالأمس: معكم في بعض ومختلف في البعض، وقد لا يتسع المقام لتأويل رسالتكم وتفكيك الخطاب الذي يحتاج إلى مناظرة مفتوحة. شاكراً لكم هذا العمق الوطني الأصيل في الطرح. متفقون في الهدف ومختلفون في الرؤية.