لو جمعنا أجمل مقاطع الوجوه في العالم ما بين العين والأنف والجبهة والفم والخد والذقن لتشكيل وجه واحد لفتاة.. للأسف ستكتشف أن الوجه الجديد قبيح جداً، لأن رص القطع الجميلة معا في قالب واحد لا يفرز أجمل المناظر.

هذه مقدمة مهمة للدخول منها على التعادل الأغرب في كرة القدم الحديثة مساء السبت الماضي بين منتخبي إسبانيا وفنلندا في التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2014.

إسبانيا حاملة اللقب، وبطلة أوروبا مرتين متتاليتين، وفريقها متخم بأحسن وأمهر وأغلى لاعبي كرة القدم ولاسيما من برشلونة وريال مدريد مع محترفين من أندية إنجلترا.. وعلى العكس تماماً يقبع منافسها الفنلندي في قاع المجموعة بنقطة من ثلاث مباريات ولا يحدوه أي أمل في التأهل.. ولم يسبق له المشاركة ولو لمرة واحدة في أي مسابقة لكأس العالم، ولا يضم لاعباً مرموقاً واحداً في أي ناد أوروبي كبير.

حتى في مجريات اللعب امتلك الإسبان الكرة وتحكموا باللعب أكثر من ثمانين بالمئة من الوقت الفعلي للمباراة، ونفذوا عدداً قياسياً من الهجمات وسددوا عددا وفيراً من الكرات على المرمى، لكنهم لم يسجلوا إلا هدفاً واحداً فقط عبر المدافع المتقدم وسرخيو راموس في مباراته الدولية رقم مئة.

إذن لماذا لم يفز الإسبان؟.. سؤال محير جداً في عالم كرة القدم.

الفوز لم يتحقق لأن المدير الفني الإسباني الكفء فيسينتي ديل بوسكي استهتر بالمباراة والمنافس وحرص على مجاملة النجوم الموجودين في قائمة الفريق ورفع أي حرج عن كاهله تجاه لاعبي برشلونة (وهو مدريدي لاعباً ومدرباً) فأشرك كل لاعبي برشلونة المتاحين أمامه وعددهم سبعة مع إكمال العدد بالثنائي راموس واربيولا من ريال مدريد وكازورلا من آرسنال ودافيد سيلفا من مانشستر سيتي.. ومع لجوئه إلى رص النجوم دون النظر لحالاتهم الفنية والبدنية وتفاهمهم تحول الأداء الإسباني إلى موسيقى نشاز.. وكل لاعب يعزف بطريقته، فطاشت الكرات وماتت الهجمات وندرت الأهداف وضاعت نقطتان ثمينتان قد يبكي عليها الإسبان إذا خسروا في باريس غداً.

نصحية لكل مدرب لأي فريق جماعي في عالمنا العربي: التفاهم والانسجام أهم آلاف المرات من الأسماء والأسعار عند نجوم الرياضة.