أصدرت جامعة أم القرى في كلية التربية بمكة المكرمة هذا العام 1434/2013 كتاباً بعنوان "العلم والتعليم في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز" أعده 27 أستاذاً في الجامعة ممثلة في كلية التربية في مكة المكرمة.. والكتاب وثيقة تاريخية ترصد برامج التعليم وميزانيات التعليم ومخرجات التعليم في عهد الملك عبدالله.. وقدم للكتاب كل من معالي الدكتور خالد العنقري وزير التعليم العالي الذي قال: "إن المنصف والموضوعي لا بد له أن يشهد أن المملكة العربية السعودية بفضل الله.. تعيش نهضة تنموية شاملة مما جعلها تتبوأ المكانة التي تليق بها في مصاف الدول العشرين والدولة ذات الثقل الاقتصادي والسياسي على المستويين الإقليمي والدولي". وتطرق الكتاب إلى ما يشهده التعليم بشكل عام والتعليم العالي بشكل خاص من التطور والنمو الكمي والكيفي وأعطى أمثلة على ذلك بعدد المدارس وعدد الجامعات.. ونوعية الجامعات مثل جامعة الملك عبدالله للعلوم والتكنولوجيا KAUST وعدد المبتعثين الذي بلغ أكثر من 120 ألف مبتعث والميزانيات الضخمة التي تضخ في برامج التعليم بشكل عام كل عام والبرامج والخطط والمشروعات التعليمية على اختلاف أنواعها.. وتلا تقديمه تقديم لمعالي مدير جامعة أم القرى بكري عساس الذي قال إن الاقتصاد قد بني على قاعدة أصيلة تنظم مناشط الحياة كلها وهي قاعدة توظيف زمن الرخاء لضمان الاستمرار في زمن الشدة. وأبرز سخاء الدولة في الصرف على التعليم دون تردد تحسباً لما قد تواجهه الأجيال المقبلة، ولم ينس أن يبرز دور الجامعات في التحرك السريع في إيجاد بدائل تمويلية تضمن استمرار هذا التقدم، ومن ضمن ذلك أهمية تمسك الجامعات بمفهوم "اقتصاد المعرفة" وتحقيقه بأسرع ما يمكن، كما أبرز دور جامعة أم القرى في هذا المجال. وتطرق الدكتور زايد الحارثي عميد كلية التربية بمكة المكرمة والمشرف على مشروع الكتاب إلى إنجازات الملك عبدالله في مجال التربية والتعليم الكثيرة، وطالب بالوقوف عند بعضها لإلقاء إضاءات بهدف فتح الآفاق واستلهام الدور وتحمل المسؤولية الوطنية التاريخية تجاه معاني ومدلولات تلك الإنجازات. وذكر الحارثي أن هذه الإنجازات تأتي من إيمان الملك أن الاستثمار في العقل البشري هو الاستثمار الحقيقي وأن الإنسان السعودي هو أغلى وأنفس رصيد، وأن التعليم هو الأساس الذي يحقق الاستثمار ويحقق تنمية هذه الثروة النفيسة. وأن إنجازات الملك عبدالله بالنسبة للزمن نوعية ومختلفةً، فتم التوسع في عدد الجامعات الحكومية الخاصة التي بلغت أكثر من ثلاثين جامعة، وما تضمنه هذا التوسع في افتتاح الأقسام والبرامج والتخصصات الحديثة المتطورة التي يفترض أن تلبي حاجة السوق. هذه التحولات والتحديثات في البرامج والتخصصات والكليات هي نقلات نوعية تصب حقيقتها في مصلحة الشاب السعودي وتنمية قدرته وتأهيله لسوق العمل والإنتاج.. واختتم مقدمة الكتاب بالإشارة إلى أن هذا الكتاب "الوثيقة" يمثل جزءا من المنجزات التي تعبر حقيقة عن معجزات في التعليم العام وركيزته (المعلم) وفي التعليم العالي وركيزته الأستاذ الجامعي، وفي الابتعاث الخارجي وركيزته الشباب، وفي البحث العلمي وأساسه العلماء والخبراء والجامعات ومراكز البحث والمستقطبون من العلماء من الداخل والخارج. وذلك كله يعد إنجازا تاريخيا لهذه البلاد. وفي الخاتمة أشار الدكتور زايد الحارثي إلى ملامح ومرتكزات المستقبل للتعليم في المملكة وحددها بثمانية جوانب أساسية هي: تحديث أهداف وسياسات التعليم ورياض الأطفال والمناهج الدراسية والقياس والمبادرات والشراكات التضمنية والمناخ التعليمي والأنشطة اللاصفية. وذكر أن كل ذلك سيجعل مستقبل التعليم مشرقاً على قدر طموحات وإنجازات ودعم قيادته.. وتضمن الكتاب الذي يعد وثيقة تاريخية عن التعليم في المملكة بعض الشواهد والأدلة والأمثلة على الإنجازات التي تمت في التعليم وبأقلام أساتذة متخصصين في هذا المجال فكان الحديث مستفيضاً عن سياسة التعليم وكيف كان وكيف أصبح، في مقارنات تضمنت شواهد عن الماضي والحاضر والنقلة التي تمت فيه، وكذلك عن الاهتمام بالعلم والعلماء، فكانت هناك قراءات تربوية تعبر عن اهتمام المملكة بالعلم والعلماء ومكانتهم وإسهاماتهم، وتضمن الكتاب فصلاً كاملاً بالأرقام والإحصائيات عن التمويل في التعليم وميزانياته في عهد الملك عبدالله. ويستطيع الباحث والقارئ أن يقيم مقارنات في الصرف على التعليم بين عام وآخر ويلحظ الارتفاع الواضح والإنفاق السخي على التعليم. كما تطرق الكتاب لبرنامج الملك عبدالله للابتعاث الذي وصل فيه عدد المبتعثين إلى أكثر من 120 ألف مبتعث. وفي فصل آخر من الكتاب عن هذا البرنامج يؤكد على أنه سيحقق نقلة نوعية بالرؤية الثاقبة التي بني عليها، ولم يغفل الكتاب تقدير دور المرأة والاهتمام بها والجهود التي بذلت في تعليمها والارتقاء بمستواها كمشارك أساسي وفاعل في عملية التنمية، وما جامعة الأميرة نورة والبرامج التي استهدفت الارتقاء بمستوى المرأة إلا دليل ماثل للعيان على ذلك.

ووثق الكتاب الأنظمة واللوائح والقرارات الصادرة في عهد الملك عبدالله لتكون دليلاً وشاهداً على مسيرة وتطور التعليم في المملكة. وأشاد بالحوار والمشاركة بالرأي في فلسفة التعليم، ذلك التوجه التي يكشف رغبة الملك عبدالله وإيمانه العميق بأن الحوار هو الحل الأمثل لمعالجة كافة القضايا بشكل عام وقضية التعليم بشكل خاص والذي يتبنى الحوار كفلسفة يؤمن بها ويطبقها. وعرض الكتاب نماذج عن تطوير التعليم العام والتعليم الأهلي الجامعي في هذه الفترة والنمو الملحوظ الذي تم فيه، كما تطرق الكتاب للتقنية كعنصر أساسي يجعل التعليم متماشياً مع العصر الحاضر، عصر التقنية وعصر القرية الكونية وعصر المعلومات.

وأورد شواهد على توظيف شبكة المعلومات العالمية في المدارس والتعليم الإلكتروني والتعليم عن بعد لأعضاء هيئة التدريس في الجامعات السعودية، وأبرز الأمثلة الجامعة الإلكترونية التي افتتحتها وزارة التعليم حديثاً. كما تحدث الكتاب عن الشراكات العالمية واستقطاب الكفاءات وتبني الفكر الاقتصادي التربوي المعرفي، وأعطى الكتاب في النهاية إضاءات عن تطور التعليم العالي البارزة التي تماشي العصر.