رفع مدير إدارة البنية التحتية في مجموعة البنك الإسلامي للتنمية في جدة الدكتور وليد عبدالوهاب مؤشر الخطر، والتحديات الاقتصادية التي يواجهها العالم العربي عندما أعلن أن البنية التحتية في العالم العربي بعيدة عن الحد الأدنى"، لافتا إلى أن "العالم العربي يعاني من نقص في الاندماج والتكامل في الاقتصاد العالمي، وذلك يعود بسبب أساسي إلى شح الموارد".

جاء ذلك خلال ورشة عمل تحت عنوان "البنية التحتية لأجيال مستقبلية" ضمن فعاليات مؤتمر الفكر العربي في نسخته الحادية عشرة، بحضور مشاركين من العراق واليمن ومصر والسعودية والمغرب ولبنان، الذين تشاركوا توقعاتهم التي تحمل أبعادا اجتماعية واقتصادية وتكنولوجية.

وأشار عبدالوهاب إلى أن حجم البنية التحتية في العالم يصل إلى 16 ترليونا، تحصل الدول المرتفعة الدخل على 60% منه. وفي عام 2030 ستصل إلى 30 ترليونا. أما حجم الاستثمار المطلوب في العالم العربي، فيصل إلى حوالي 100 مليار، ولكن الفجوة في تحقيق ذلك تتخطى الـ50 مليارا".

وقدم عبدالوهاب أربعة اقتراحات لردم هذه الفجوة، تشمل أربعة مجالات متمثلة في القطاع الخاص (المحلي والأجنبي)، مدخرات المواطن، الصناديق السيادية والتقاعد والتأمين، والوفرات وفعاليتها،

وركز خلالها على خمس نقاط: "واقع البنية التحتية في العالم العربي"، "أهمية البنية التحتية"، "فرص الاستثمار وأهم المستثمرين"، "التحديات والحلول في دور الحكومة والمواطن"، و"دور البنك الإسلامي للتنمية"، موضحا أن البنية التحتية "ليست كناية عن مشاريع سيادية فقط، بل إنها غاية ووسيلة، كما أنها تؤثر في نمو الاقتصاد، وتخفف من الفقر".

من جهة أخرى، تحدث عبدالوهاب عن أهم التحديات التي تواجه مستقبل البنية التحتية والتي تتمثل بالعولمة والتحضر السريع والتغير المناخي وارتفاع أسعار الطاقة ودور القطاع الخاص والتغيرات التكنولوجية والصيانة والحوكمة الجيدة.

وبعد عرض عبدالوهاب، توزع المشاركون بحسب دولهم بناء على طلب الميسر ليحددوا مشروعا خاصا أو حكوميا يتعلق بالبنية التحتية نفذ في أوطانهم، بالإضافة إلى مشاريع لم تنفذ لكن تشكل مشاكل وحاجات في مجتمعهم. فتكلم المشاركون المغربيون عن الجهود الجبارة على مستوى الاستثمارات في مجال السيارات والسكك الحديدة واستثمارات خدماتية، ومن جهة أخرى عن مشكلة الصرف الصحي وغياب الوسائل البديلة في الطاقة. أما اليمنيون، فأشاروا إلى تجديد الملاعب، وتنشيط السياحة، وتوفير فرص عمل للشباب، وتعبيد الشوارع، وإنشاء مصانع أسمنت. وذكر المصريون أهمية مطار سهاج، الذي يمثل ثاني أكبر مطار بعد القاهرة. ولفت السعوديون إلى أهمية المنظمات المتعلقة بالمرأة من جهة، والتي يصل عددها إلى 27، وإلى دور الشباب من جهة أخرى، والذين يمثلون 60% من المجتمع السعودي. وفي حين تكلم العراقيون عن غياب النظرة المستقبلية في الوطن العربي عموما والعراق خصوصا، لفت اللبنانيون إلى النزاعات السياسية التي تعيق التنمية في البلاد، مشيرين في المقابل إلى أهمية الأدمغة البشرية اللبنانية المنتشرة داخل وخارج لبنان.

واتفق المشاركون في ختام الجلسة على ضرورة ترجمة فكرة بناء الدولة وتطوير البنية التحتية فيها إلى خطة عمل تطبيقية واضحة.