صنف الأدمان كمرض مزمن متعدد الأوجه، لا يكتفي بدمار صاحبه، وإنما يتعدى ذلك إلى الأسرة، والمجتمع بشكل عام، في بداياته استهدف فئة الشباب، ولكن مع تطور الزمن ظهرت هناك فئة آخرى، ألا وهي فئة المراهقين، ولاشك أن تصدع الأسرة، وتفككها في الآونة الأخيرة ساهم في تنامي ظاهرة الهروب إلى الإدمان، فلم يعد مقتصراً على طلاب الثانوية والجامعات، بل وصل الأمر إلى الصفوف الابتدائية.
وأوضح رئيس وحدة الإدمان بمجمع الأمل للصحة النفسية الدكتور عبدالسلام الشمراني لـ"الوطن"، أنه "تم افتتاح وحدة لعلاج المراهقين في مجمع الأمل بالدمام قبل سنة ونصف، تستقبل النزلاء من عمر 14 إلى 17 سنة"، مشيراً إلى أن التدخين هو بداية طريق النهاية لطلاب المدارس.
وأضاف "هناك تعاون مشترك بين المجمع، ووزارة التربية والتعليم، ومن أمثلة ذلك تنظيم 20 دورة في المستقبل القريب لأعضاء الإرشاد الطلابي في المدارس لإكسابهم مهارات التعامل مع الحالات في حالة اكتشافها، ومساعدتهم على التنبه لأولى علامات الإدمان على طلاب المدرسة، والتي غالباً ما تكون في شكل تغيير مفاجئ في السلوك، مع ميل للعزلة والعدوانية في بعض الأحيان".
وأشار الشمراني إلى أن "الإدمان ينقسم إلى قسمين، إدمان جسدي كما في الهيروين، وآخر نفسي كما في الحشيش، والحبوب المنشطة، حيث يقوم الدماغ بالربط بين النشوة، والجرعة، مما يؤدي إلى اشتياق متواصل للحصول على نفس اللذة الزائفة، مهما بلغت العقبات والتكاليف".
وأضاف أن الحبوب المنشطة تشكل نسبة 50%، أما 50% الأخرى فهي مقسمة على الحشيش، والهيروين، والكحول، واستنشاق المواد الطيارة. وأوضح أن "مدة علاج المصاب لا تزيد عن 28 يوما، ولا تختلف عن علاج البالغين إلا من ناحية الجانب الأسري، فلا بد من تواجد أحد الأبوين بشكل يومي لدعم ونجاح العلاج والوصول إلى مرحلة الفطام الكامل"، مؤكداً حرص المجمع على توفير بيئة طبية مناسبة، وبدون اللجوء إلى الأدوية التعويضية لتجنب الانتكاسة.
وقال الشمراني إن "هناك وحدة الانتكاسة التي تقوم على الرعاية النهارية الممتدة من الثامنة صباحاً وحتى الواحده ظهراً، وهي تفتح أبوابها للمرضى الذين لا تستدعي حالتهم التنويم في المستشفى، بشرط ضمان البيئة المناسبة للتعافي في المنزل، وتمتد الرعاية إلى أسبوعين وفي حال الاستجابة يحول المريض إلى قسم العيادات، حيث يتطلب منه التواجد أسبوعياً لضمان التشافي التام".
وبين رئيس وحدة الإدمان بمجمع الأمل أن هناك جلسات العلاج الجمعي، وهي عبارة عن حلقات يسرد فيها الصغار تجاربهم، وبدايتهم مع الإدمان، مما يدعمهم نفسياً، ويشرف على الوحدة أخصائي نفسي، ومرشد ديني، ومرشد تعافي".