هناك مثل مصري جميل يقول "اللي مالوش شغلة تشغله، يفتح الباب ويقفله".. "يفتحه ليه"؟ و"يقفله ليه"؟ هذا ليس موضوعنا، موضوعنا سيكون عن آخر غزوات "هيئة الاتصالات" التي تنوي رقابة، أو حجب تطبيقات التواصل الاجتماعي، ومنها البرنامج الشهير whats app، الذي لجأ إليه معظم الناس كبديل سهل وسريع لخدمتي الـsms وmms، اللتين كانتا تشكلان مورداً مالياً كبيراً لشركات الاتصالات، وعبئاً إضافياً على فواتير المستخدمين.

ثمة مواقف كثيرة للهيئة تجعلني - شخصياً كدافع فواتير - أظن أن هذه الخطوة، المغلفة بالصمت وعدم التوضيح حتى اللحظة، يقف خلفها المال، الذي قيل فيه "المال هو أصل كل الشرور".

وذاكرة الناس ما زالت تحتفظ لـ"هيئة الاتصالات" بقرارها "الغريب" بمنع شركات الاتصالات من تقديم خدمة التجوال الدولي المجاني، رغم أنها متاحة في كل دول العالم. وكأنها تحرص على زيادة أرباح شركات الاتصالات التي فاقت الـ86 بليونا خلال عام واحد.

كلنا نعلم جيداً أن شركات الاتصالات هي المستفيد الوحيد من خطوة كهذه، ونعلم أن أرباحها، المتخمة من جيوب الناس، بدأت في التناقص بسبب التطبيقات التي حملتها لنا أجهزة الاتصالات الحديثة، وبالتالي سنظن - وليس كل الظن إثما - أن خطوة هيئة الاتصالات أتت لتنقذ تلك الأرباح.

يا هيئة الاتصالات الموقرة، لم تستطيعي حتى هذه اللحظة إنقاذنا من رسائل النصب والاحتيال، ومن الإعلانات الاقتحامية.. ولم تتمكني، حتى هذا اليوم، من إجبار شركات الاتصالات على تقديم الخدمة المفترضة لكل الناس، وبالشكل المرضي.

أقترح على مسؤولي هيئة الاتصالات أن "ينشغلوا" بمتابعة أولى مهامهم، كما جاء في موقعهم، "حماية مصالح وحقوق مستخدمي خدمات قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات في المملكة من أهم مهام الهيئة". فهناك قرى وهجر فيها آلاف البشر المحرومين من الاتصالات، بل وهناك أحياء في داخل المدن لم تصلها بعض الخدمات. والله المستعان.