كشف نائب وزير الدفاع الأمير خالد بن سلطان في تصريح إلى "الوطن" أمس أن المملكة ستصل إلى الاكتفاء الذاتي في مجال تصنيع قطع الغيار خلال السنوات المقبلة.

وأضاف أن الوزارة تضع فرص الاستثمار في قطع الغيار أمام القطاع الخاص المحلي لأنه من أهم نواحي الاستثمار، حيث تشكل قطع الغيار ما بين 70 إلى 80% من أعمال الوزارة، وتعد من الأعمال شبة المدنية، فيما لا تزيد الأعمال العسكرية والسرية على 25%.

وأكد سموه لـ"الوطن" خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده ظهر أمس بمناسبة افتتاح معرض القوات المسلحة وقطع الغيار 2012م بالدمام، أن الوزراة ستتعامل مع الشركات الوطنية بالشفافية الكاملة والعدالة بين جميع الشركات المتقدمة لمشاريع الوزارة في كل العقود، مشدداً على أن الوزارة مهتمة بالجودة ولا تقبل التغاضي فيها أو المجاملة، إضافة إلى الأسعار التي يجب أن تكون منافسة كونها منتجات محلية.

وعن استراتيجية الوزارة لتوطين الصناعة، قال الأمير خالد إن توجيهات التوطين أطلقها الأمير سلطان بن عبدالعزيز رحمه الله قبل 12 عاماً؛ حيث بدأت الوزارة بتكوين لجان مع القطاع الخاص، للتعرف إلى إمكاناته في صناعة قطع الغيار، ثم تلاحقت الأعمال بمشاركة وزارتي المالية والتجارة، لتوحيد منظومة صناعة قطع الغيار بمشاركة مدينة الملك عبد العزيز للتقنية وجامعة الملك سعود.

وأضاف أن مشاركة كبريات الشركات السعودية في المعرض مثل أرامكو السعودية وسابك وتحلية المياه تعد دليلا على نمو الأعمال ما بين المعرضين الأول والثاني. وقال سموه إن تغيير الأنظمة الإدارية والمالية سيسهم في نجاح تلك الأعمال خاصة وأن الوزارة تتبنى هذا التوجه، لافتاً إلى أن الجهود بين القطاعات موحدة مثل دول العالم المتقدم وتحتاج إلى قيادة، والعادة أن تكون القوات المسلحة هي القائد سواء من النواحي الإدارية أو التكنولوجية أو المالية، للوصول إلى صناعة متطورة محلياً لتحقيق الاكتفاء الذاتي في ظل وجود قطاع خاص سعودي يعد الأقوى في المنطقة، وللوصول إلى تصدير الإنتاج لدول المنطقة والعالم.

وفيما يتعلق بمشروع طائرات التايفون، أوضح الأمير خالد أن المشروع يمضي حسب مواعيده المحددة، لافتاً إلى وصول حوالي 26 طائرة، تعمل في الميدان حالياً، والبقية ستأتي في المدد المحددة.

وبخصوص مشروع تطوير قوات درع الجزيرة، أكد نائب وزير الدفاع أن التطوير نوقش في اجتماع وزراء الدفاع، مؤكداً وحدة القيادة، وأن التطوير يدرس من اللجان والهيئات العسكرية ورئاسة الأركان وفقاً للضوابط والخبرة العسكرية. مشيراً إلى وجود الخبرات من خلال حرب تحرير الكويت وجهود التصدي للمتسللين في المنطقة الجنوبية، إضافة إلى المشاركات في حلف النيتو أو غيرها بناءً على الضوابط العسكرية.

وعن حجم الاستثمار في قطع الغيار، قال الأمير خالد إن الاستثمارات تعد بالمليارات سنوياً كونها تتعلق بقطع الغيار المختلفة والمطلوبة باستمرار، معربا عن أمله أن تكون تلك الاستثمارات في الداخل، ومطالباً القطاع الخاص بالعمل بالتخطيط الثابت والمدروس لجذب تلك الاستثمارات.

وأشار الأمير خالد بن سلطان في كلمته خلال افتتاح حفل المعرض أن الإحصائيات حول السعي للاكتفاء الذاتي وتقليل النفقات مبشرة، مؤكداً رغبته في الاطلاع على إحصائيات تخص الأهداف العامة مثل جهود القضاء على البطالة التي تتعلق بالجهود المبذولة في التأهيل العلمي، مشدداً على حاجته للاطمئنان أن حقوق الملكية الفكرية لم تنتهك وكذلك حقوق التصنيع، وأننا لم نسع إلى سرقة أفكار الآخرين ومجهوداتهم لأن الأمانة أساس النجاح.

وأضاف أن التطور الكبير في المعرض الثاني شمل تحقيق الأهداف المهمة مثل تصنيف المصانع الوطنية وترقيم منتجاتها والمساهمة الفاعلة لمعهد الأمير سلطان للأبحاث المتقدمة وقسم الهندسة العسكرية، وتشكيل فرق عمل من أفرع القوات المسلحة وتكليفهم بالعمل في سكرتارية اللجنة المركزية للتصنيع، وجهود نقل التقنية وتوطينها في ظل اقتراب الاكتفاء الذاتي والقدرة على التصدير، وترشيد الإنفاق وتأهيل المصانع والجودة.

وتابع أن الإجراءات الإدارية والمالية والروتين المصاحب لها، يكون السبب الغالب في عدم تطوير الأفكار أو تقدم المشاريع، لذا يجب مراجعتها لتحقيق الأهداف وحل المشاكل لا افتعالها، موضحاً أن الجوانب المالية يجب ألا تتسبب في خسائر أي جهة مشاركة لتحقيق الربح المعقول دون مبالغة، وأن تكون إجراءات جاذبة وشفافة وقابلة للتطوير والتعديل.

وأعلن الأمير خالد الانتهاء من تشكيل "إدارة عامة" تعنى بالتصنيع المحلي وتوطين التقنية ترتبط بوزير الدفاع مباشرة لتحقيق الأهداف وإيجاد آلية واضحة شفافة تسهل على القطاع الخاص مشاركة وزارة الدفاع في مشاريعها.

من جهته، قال قائد القوات الجوية الفريق ركن محمد العايش، إن القيادة الحكيمة أدركت أهمية نقل وتوطين التقنية كأحد عوامل التنمية المستدامة التي تسعى الدول لتحقيقها في ظل توجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين، وزير الدفاع صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز بتشجيع البحث العلمي وتعزيز قدرات القطاع الخاص ليتعاون بمرونة مع القطاع العام، مضيفاً أن الأمير سلطان بن عبدالعزيز رحمه الله علم بنظرته الثاقبة أنه لا يمكن بناء قوة عسكرية دون صناعة حربية وطنية وصيانتها داخل الوطن، فأنشأ المؤسسة العامة للصناعات الحربية وشركات التوازن الاقتصادي، وهو الاتجاه الذي يهتم به وزير الدفاع الأمير سلمان بن عبدالعزيز، مشيراً إلى أن القطع المصنوعة محلياً تبلغ أكثر من 157 ألف قطعة تمثل 380 صنفا بتكلفة تزيد على نصف مليار ريال.

بدوره، قال رئيس غرفة الشرقية عبدالرحمن الراشد إن الغرفة شريك إستراتيجي في المعرض لما له من أهمية كونه يتعلق بالأمن الوطني، مشيراً إلى أن القطاع الخاص ينظر لمبادرة وزارة الدفاع بكل التقدير لاعطاء القطاع الخاص السعودي الفرص التصنيعية الواعدة. ولفت إلى أن غرفة الشرقية تعد دراسة حول أهمية وجود استراتيجية وطنية للتوطين في المملكة ما يدعم فرص التوظيف، ويسهم في ضخ 105 مليارات ريال في السوق المحلي.

من جهة أخرى يرعى الأمير خالد بن سلطان اليوم، اختتام فعاليات التمرين العسكري "الرميح 2" بمنطقة جازان.. أوضح ذلك قائد المنطقة الجنوبية اللواء الركن عبدالله بن صالح العمري، مؤكدا أن ذلك يأتي خلال زيارة الأمير خالد لمنسوبي القوات المسلحة بالمنطقة.


خالد بن سلطان يشيد بتطور الوطن


أعرب نائب وزير الدفاع الأمير خالد بن سلطان عن إعجابه بصحيفة "الوطن"، وتطورها وذلك حينما أطلع مسؤول العلاقات العامة بمركز الدمام الإقليمي الزميل علي العضباء سموه على إصدار "الوطن" الخاص بالصور لعام 2011، حيث أكد الأمير خالد إعجابه بما شاهده من لقطات مميزة، رصدتها عدسات المصورين، مشيدا بدور الصحيفة الإعلامي.