يمكن القول إن أبرز ما جاء في مشروع مؤسسة الفكر العربي الاستشرافي لمستقبل اللغة العربية "لننهض بلغتنا" ما جاء في ديباجة تقريرها من أن: "المدهش والأكثر إيلاماً أن الشباب في معظم العواصم والمدن العربية الكبرى، يجيدون تقديم أنفسهم بالإنجليزية أو الفرنسية بسلامة ودقة وذوق، لا تتوافر لديهم حينما يتحدثون بلغتهم الأم".

ويصف مشروع "الفكر" الصادر في نوفمبر الماضي، انتقال أزمة تدهور اللغة العربية إلى مربع أكبر يتعلق بقضية "الأمن القومي". وحيث ارتكزت الدراسة الميدانية على تسعة استطلاعات رأي أجريت في إحدى عشرة دولة عربية موزعة ما بين المشرق والمغرب، هي"الأردن، سورية، لبنان، فلسطين، السعودية، قطر، اليمن، المغرب، تونس، مصر، موريتانيا".

ودللت الدراسة الاستشرافية بحزمة مؤشرات جاءت بصيغة "دفوعات قانونية"، حينما أشارت إلى أنه من 4 آلاف فيلم سينمائي، يوجد ستة أو سبعة أفلام لغة الحوار فيها هي العربية الفصيحة. وقال التقرير: "إن من أخطر ظواهر التواصل اللغوي لدى شبابنا استخدامه الحروف اللاتينية بديلاً من الحروف العربية في الرسائل التي يتبادلها عبر الهواتف المحمولة وموقع التعارف – الشات – على الإنترنت"، إضافة إلى ذلك يمضي التقرير في سرد مؤشرات تدهور العربية بين الشباب، وأن لغة التدريس في معظم المدارس والجامعات تتم بالعامية، بديلاً من العربية الفصيحة.

تشير استطلاعات الرأي حول تحديد مفهوم اللغة الأساسية في الاستخدام اليومي إلى نتائج تسترعي الانتباه، فقد بدت مزاحمة اللغات الأجنبية – ولا سيما الإنجليزية- للغة العربية في كثير من الوظائف التي يقوم بها اللسان العربي، بحسب وصف الدراسة.