أكدت رئيسة جمعية اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه الدكتورة سعاد يماني لـ"الوطن" أن نسبة الأطفال المصابين باضطراب فرط الحركة في المملكة تبلغ 15%، مشيرة إلى أن الجمعية تعكف حاليا على تكوين فريق بحثي يتوزع على مختلف مناطق المملكة لإعداد إحصائيات جديدة حول المصابين لتحديث نسب الإصابة في الدراسات السابقة، مضيفة أن من المشاريع المقبلة التي يعملون عليها إنشاء عيادة خيرية متخصصة في اضطراب الحركة بالرياض، وأخرى في المنطقة الغربية، تتبعهما عيادة ثالثة في المنطقة الشرقية.
جاء ذلك على هامش انطلاق المؤتمر الثاني لتدريب القادة الأطباء مساء أول من أمس، والذي نظمته جمعية دعم اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه "افتا" بالشراكة مع الأكاديمية الأميركية لطب الأطفال، والذي أقيم في منتجع "نوفا" بحضور الأمير محمد بن سلطان بن محمد بن سعود الكبير، ونائب السفير الأميركي لدى المملكة توماس وليمز.
وقالت يماني لـ"الوطن" إن المؤتمر درب هذا العام 60 أغلبهم من أطباء الأطفال، وبعضهم أطباء أسرة، ليكونوا قادرين على تشخيص اضطراب فرط الحركة، والتعامل السليم مع المصابين، إضافة إلى تدريب 100 طبيب في مؤتمر العام الماضي، لترتفع بذلك حصيلة المدربين إلى 160 خلال سنة واحدة، مشيرة إلى أن التدريب يعمل على توفير قياديين في عدة مجالات منها الدراسات، حيث تحتاج الدراسة غالبا إلى فريق عمل كبير لديه المقدرة والمعلومات الكافية.
وأضافت أنه "في كل شهر يتم تقديم 10 برامج ومحاضرات مجانية في المدارس لنشر الوعي لدى المدرسين، بحيث يمكنهم مساعدة المرضى في الفصل، وأعربت عن أملها في أن تقوم شراكات مع الجمعية والجهات الأخرى في المجتمع منها وزارتي الصحة والتربية والتعليم، والقطاع الخاص، وقطاع الإعلام لتحقيق الأهداف بشكل أسرع.
ودعت يماني إلى استقطاب قيادات للنهوض بمستوى الخدمات الصحية المقدمة لأطفال "افتا" وأصحاب المشكلات الصحية الأخرى، من خلال تكوين فريق عمل هدفه تدريب التربويين والأهالي، وتقديم الدعم الشامل للأطفال من خلال رفع الوعي وتحسين الخدمات"، مشيرة إلى أنّ الهدف الأسمى للجمعية أن لا يتواجد طفل مريض من دون رعاية صحية متكاملة.
من جانبه، قال نائب رئيس الاتصالات والإعلام في شركة "سابك" سمير علي آل عبدربه إن "دور الشركة لا يقتصر على تسويق المنتجات فقط، بل أيضا تسويق الحلول لدول العالم، لافتا إلى أنها أنفقت 2 مليار ريال خلال 8 سنوات على مشروعات في مجال الاستدامة والمجتمع، منها مشروع الصحة النفسية بميزانية قدرها 300 مليون ريال، وبحوث عن الصحة النفسية والحياة بمبلغ 12 مليون ريال، ووحدة متنقلة لاكتشاف سرطان الثدي، ومشروع الوقاية من المخدرات".
وأشار أستاذ طب الأطفال، ورئيس شعبة الأمراض المعدية بقسم الأطفال في مستشفى الملك فيصل التخصصي الدكتور سامي حسين الحجار إلى أنّ "اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه يؤثر على تحصيل الأطفال الدراسي، فإذا لم يتم تشخيص الطفل وحل المشكلة سواء بالعلاج السلوكي أو الدوائي سنفقد أطفالا متميزين ومبدعين في هذا المجتمع".
وأضاف أن المرض عبارة عن اضـطراب عصـبي سلوكي نـاتج عن خلل في وظائف الدمـاغ، وعادة ما تحدث الإصابة به في مرحلة الطفولة، ويستمر مع المصاب في جميع مراحل النمو؛ مما يؤثر على الوظيفة، وقد يؤدي إلى ارتكاب سلوكيات خاطئة.
من جهته، أكد استشاري مخ وأعصاب الأطفال في مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم الصحية الدكتور أحمد الرميان أنه "لا يوجد سبب معين يساعد على اضطراب فرط الحركة، وتشتت الانتباه، ولكن هناك عدة عوامل مساعدة منها الوراثية، ومنها المكتسبة، كذلك نقص الأكسجين أثناء الولادة، والإصابة بالحمى الشوكية، وأي اضطراب يؤثر في وظيفة الدماغ، بالإضافة إلى البيئة المحيطة بالطفل، فالعائلة التي لديها تفكك أسري تساعد على إثراء المرض لدى الطفل".