من خصوصيتنا المطلقة أنه ما إن يتم الانتهاء من إنشاء طريق يسرنا نحن المواطنين حتى تبدأ الحفريات، تمديدات الله أعلم ما هي، وننحشر شهورا في جانبه، ثم يتم ترقيعه ترقيعا لا يسر صديقا، وبعد حين يتم فتح جانبه الآخر.. تمديدات في أحشاء الطريق، الله أعلم ما هي، وبعد شهور يعاد ترقيعه فإذا هو لا يسر حتى العدوّ. الواقع أنه لا جواب على ذلك سوى الخصوصية، لكننا نناشد المسؤولين باسم ما نشترك فيه من دين ووطن أن يشرحوا لنا لماذا لا ينفذون التمديدات قبل سفلتة الطريق؟ لماذا يتعمدون إزعاجنا.. "بلاش" إزعاجنا، لماذا يكلفون الخزينة العامة ملايين للسفلتة ثم يخربونها بأيديهم بعد أسابيع؟

فجر أمس رافقت أبي في سفر لأبها، مدخل "الأحد" يخضع للعملية الجراحية إياها، تعوذنا بالله من سوء الخاتمة وانطلقنا في طريق الأحد ـ أبو عريش الذي تم ازدواجه منذ سنتين لكن التحويلات تقطع أوصاله، مثله مثل طريق الأحد ـ جيزان الذي أُنجز قبله، لكن مسافة 8 كلم ضاعت البصائر في إنهائها، تم حفره كالعادة بنية إعادة سفلتته، هذه الوصلة لها سنتان تقريبا ولم تكتمل، مع أن المعدات موجودة فيها، نحن ـ المواطنين أدناه ـ لا نشك في أن هذا الطريق صار مصدر رزق لبعض المنتفعين.

قبل 30 سنة تهدمت عقبة "ضلع" وانتهى جيل وجاء جيل، وحتى الآن لم يتم إنجازها.. طريق مفرد يتلوى في الوديان متعرضا للسيول. نحن ـ المواطنين أدناه ـ نناشد المسؤولين بالدين الواحد والوطن والواحد أن يخبرونا لماذا لم يكتمل طريق العقبة؟ يخبرونا فقط ثم ليأخذوا وقتهم فيها براحتهم فلا سلطان لنا عليهم.

بالغت - في الطريق إلى أبها- في تجنب الحفر، لكنني "أكلت" مطبات قوية غصبا عني، ومع كل مطب كنت أخجل من ثمانين سنة بجانبي، يتألم، وفي كل مرة ينصحني بأن أفتح عيوني جيدا.

هذه المطبات والحفر لا يراها إلا نحن المواطنون أدناه، أما المسؤولون أعلاه الذين يمكن أن نشكو إليهم، فهم لا يرونها نهائيا حتى لو مروا بها يوما، لأن أصحاب "الضمائر" يزيلونها قبل مرور هؤلاء ويعيدونها بعدهم.