أجلت المحكمة العامة في الدمام أمس الحكم في قضية العاملة المنزلية المتهمة بقتل الطفل "مشاري" إلى الشهر القادم. وبررت المحكمة ذلك بعدم وصول التقرير الطبي عن الحالة المفصلة للطفل والذي تم طلبه منذ أكثر من شهر.

وتتضمن التهمة الموجهة للعاملة المنزلية وضع سم الفئران للمغدور في الحليب قبل قرابة ثلاثة أعوام. وعلى الرغم من قدم القضية إلا أنه للآن لم يصدر بها حكم، وقد ساهم عدم وصول التقرير في التأجيل الثاني للنظر بالقضية.

وقال أحمد البوشل، والد الطفل مشاري، إن القاضي أجل النظر في القضية إلى 26/2/1434 (الشهر القادم) لحين وصول التقرير الطبي عن حالة ابنه المقتول من مستشفى القوات المسلحة، والذي تم طلبه منذ أكثر من شهر إلا أن المستشفى لم يقم بإيصال التقرير، مما تسبب في تأجيل الجلسة، حيث تسبب عدم وجود هذه المستندات في ملف القضية في تأجيل الحكم على العاملة الإندونيسية من قبل ناظر القضية، رغم اعترافها في وقت سابق بقتل الطفل مشاري البالغ من العمر آنذاك "أربعة أشهر" بعدما وضعت جرعات من سم الفئران في رضاعته.

وأكد لـ "الوطن" أن هذا التأجيل هو الثاني من نوعه بسبب عدم إرفاق التقرير من قبل هيئة التحقيق والادعاء العام بملف القضية، حيث إن بطء الإجراءات ساهم في تأخير البت في القضية وإصدار الحكم الشرعي، إضافة إلى أن غياب التنسيق بين الإدارات الحكومية وعـدم إنجاز المعاملات إلكترونياً كان سبباً في تعطيل القضية، متسائلاً عن سبب عدم وصول معاملة عبر البريد منذ شهر ونصـف من مدينة الرياض إلى مدينة الدمام، مما يتطلب التدخل لحل القضية والنطق بالحكم الذي ننتظره منذ ثلاثة أعوام.

وزاد أحمد البوشل، والد الطفل المتوفى، بعد خروجه من المحكمة أمس "حضرتُ وحضرتْ العاملة المنزلية ومحاميها ووكيلها ووفد من السفارة والمترجمون، وطلب القاضي تقارير طبية عن حالة مشاري من مستشفى الملك عبدالعزيز بالظهران، وكذلك تقريرا شرعيا مفصلا عن السبب الرئسي للوفاة لم يتم إرفاقه بملف القضية من قبل هيئة التحقيق والادعاء العام"، وقال: "إن طول المحاكمات لن يثنيه عن المطالبة بتطبيق شرع الله بحق المتهمة وهو القصاص، مؤكداً أنه طالب بالقصاص بصحيفة الدعوة التي قدمها للمحكمة وفق ما جاء من أدلة واعترافاتها بالتحقيق والتقارير الطبية.

يذكر أن الطفل مشاري البوشل، لفظ أنفاسه منتصف شهر رجب عام1431، بعد محاولات مضنية بذلها أطباء في مستشفيات عدة في المنطقة الشرقية والرياض لإنقاذه من آلامه التي لازمته لنحو شهر ونصف الشهر إثر إصابته بزيادة الإنزيمات في الكبد وحموضة وسيلان شديدين جداً في الدم، إضافة إلى اضطرابات في القلب بعد تناوله حليباً ممزوجاً بسم الفئران وأدوية مسكنة دستها المتهمة في حليب الطفل.