حذرت مختصة بعلاج الإدمان من استنشاق غاز "البوتان" الموجود في "الولاعات" أو ما يعرف محليا بالقداحات، مؤكدة أنه يقود إلى الإدمان؛ نظرا لاحتوائه على مواد طيارة تؤثر على الجهاز العصبي للإنسان.

وبينت الطبيبة بمجمع الأمل والصحة النفسية بالقريات هدى البشير لـ"الوطن"، أن "استنشاق غاز الولاعة من أخطر أنواع إدمان المواد الطيارة بالنسبة لصغار السن، لسهولة تجربته لدى عدد من الأطفال، ورخص ثمنه، وتوفره في عدد من المنازل".

وأضافت أن تأثير استنشاق المذيبات والغازات شبيه بتأثير المواد المخدرة المحظورة، بل إنه أكثر سرعة في التأثير؛ نظرا لأن المواد الطيارة تدخل من الرئتين مباشرة إلى مجرى الدم دون أن تمرعلى المعدة، وهذا ما يحدث للمتعاطي النشوة المزعومة بسرعة.

وعن طرق العلاج قالت البشير: إن "القضاء على ظاهرة استنشاق المواد الطيارة تبدأ بالتوعية الأسـرية والمدرسية بخـطورة هذه المواد، ومراقبة الأسرة لأبنائها، والمدرسة لطلابها، وفي حال اكتشاف أو الشك بأحد الأبناء، في استـخدامه لتـلك المواد المـخدرة، يجب عرضه على مصـحة نفسية خاصة، وإبلاغ الجهات المختصة".

إلى ذلك أوضح جهاد الشمري (ولي أمر)، أنه لم يشك أبدا في أن تكون الولاعة أو ما يسمي بـ"القداحة" أداة إدمان، وذلك عن طريق استنشاق "الغاز" الموجود بداخلها، وقال: "اكتشفت ذلك مؤخرا، بعد ازدياد إقبال صغار السن والمراهقين على شرائها وحملها".

ودعا أولياء الأمور إلى التنبه لتصرفات أبنائهم، واصفا استنشاق أو "تشفيط" غاز "الولاعة" وفق المعنى الشائع بالآفة الخطيرة، لافتا إلى أن أغلب أولياء الأمور لا يستغربون أبدا من حمل أبنائهم لها، نظرا لاستخدام الولاعة لأغراض سلمية عدة.

من جهته قال هادي الشيحي (صاحب محل تجاري بمحافظة رفحاء) "لاحظت إقبالا ملحوظا على شراء "الولاعات" وبشكل يومي، ومن زبائن محددين لم نعهد إقبالهم عليها، وهم صغار السن وخاصة الفئة العمرية ما بين 12 إلى 16 سنة"، مما دعاني إلى سؤال زبائني الصغار عن سبب شراء زملاء لهم الولاعات بكثرة، فأكدوا أن بعضا منهم يستخدم الولاعات في تشفيط واستنشاق غاز الولاعة".

وأوضح أنه استفسر من أحد أصدقائه، الذي يعمل في مستشفيات الأمل عن هذه الظاهرة، فأكد له أن استنشاق غاز الولاعة يؤدي إلى الإدمان. وشدد هادي على أنه أمر باعة محله بعدم بيع الولاعات على صغار السن إطلاقا.