خرج الجدل حول المسميات التاريخية للأحياء السكنية في المدينة المنورة للعلن ودخلت أمانة المدينة المنورة في الجدل الدائر بين المثقفين بعد صمت استمر طويلاً؛ حيث أكدت أن تسمية مخطط "شوران" الواقع جنوب قباء بالمدينة المنورة ليس له علاقة بـ "حرة شوران" المعروفة وأن التسمية لا ترتبط بموقع الحرة، مؤكدة أنها طبقا لتأكيدات الناطق الإعلامي بأمانة المدينة المنورة المهندس عايد البليهشي، تحضر للرد بالتفاصيل والخرائط التوضيحية خلال الفترة المقبلة على ما ذهب إليه الباحث في تاريخ المدينة المنورة عبدالله مصطفى الشنقيطي، الذي أشعل فتيل الخلاف علناً عندما اتهم أمانة المدينة بالخطأ في تسمية المخطط الواقع جنوب قباء في المدينة المنورة "بمخطط شوران "، ودعاها عبر منبر نادي المدينة الثقافي في محاضرة الأسبوع الماضي بعنوان "شوران .. حرة أخفاها البركان" بالرجوع للمسمى الصحيح وهو "ذي الجدر" أو "حرة معصم" و وصف المؤرخين والباحثين الذين اتبعتهم الأمانة في تحديد موقع "حرة شورن" بأنهم لم ينجوا من إشكالية تحديد موقع "الحرة وجبلها المعروف" مشيراً إلى أنهم اعتمدوا على ما كتبه عرام بن الأصبغ السلمي (توفي سنه 275) في رسالته حين قال: ويحيط بالمدينة من الجبال «عير»، وهو جبل يطل علي سد كبير مرتفع، وعن يمينه حرة شوران التاريخية، مبينا أن عرام الذي كان يؤخذ عنه العلم في مواقع المدينة توهم، خصوصا أنه من غير أهل المدينة العارفين بتضاريسها الجغرافيه ومواقعها التاريخية، وكان يعلم تلاميذه مواقع المدينة وهو بأرض الشام "العراق" دون الوقوف ميدانياً على مواقع المدينة التاريخية وحرارها ووصف الشنقيطي بعض ما أورده المؤرخون في مؤلفاتهم بالمبالغ فيه. وتطور الأمر باتهام الدكتور تنيضب الفايدي الشنقيطي بأنه أتبع هواه "بالكذب" وقلب موازين المفاهيم وتغيير حقائق ثابتة، وقال الفايدي: إن سمح للشنقيطي فسيواصل جرأته في تحريف تاريخ المدينة، مفنداً ما ذهب إليه، متعجباً من ثقته بنفسه في رد ما أتفق عليه جمهور المؤرخين ، وتعجب من تشكيك الشنقيطي بحديث نار الحجاز المشهورة الذي أورد عدد من أسانيد أهل العلم على وقوعه.