تنتشر المراكز النسائية ذات التخصصات المتنوعة مابين الصحي ومشاغل الخياطة والتجميل في كافة مدن منطقة الباحة، فلا يكاد يخلو شارع رئيسي أو فرعي من مشاغل الخياطة أو المشاغل التجميلية، التي تسطير عليها الوافدات الغير نظاميات في أحيان كثيرة، في حين لا تضم بين جنابتها أية موظفة سعودية، الأمر الذي يطرح العديد من التساؤلات، فهل يعود ذلك إلى عزوف الفتيات عن العمل أو عدم وجود مؤهلات جيده تناسب هذه الوظائف، أم هل تقف العادات والتقاليد والعرف الاجتماعي السائد في المنطقة حاجزا أمامهن لممارسة هذه المهن.
وفي هذا الصدد أوضحت أم سعود، وهي مديرة مشغل، أن السبب عدم وجود موظفات من فتيات المنطقة يعود لكثير من الأسباب، وفي مقدمتها العادات والتقاليد والإشاعات التي تطاردهن في ظل بعض المفاهيم المغلوطة عن هذا النوع من التجارة والاستثمار، إضافة إلى عدم وجود الكفاءات حيث يفتقدن التدريب والتأهيل في تخصصات كالخياطة والتفصيل والحياكة والتجميل.
في حين أوضحت عليا الغامدي، وهي مستثمرة في مركز نسائي، أن السبب لا يعود إلى عزوفهن، فهناك طلبات كثيرة من عدد من الفتيات اللواتي بحاجة الى إيجاد موارد مالية لهن في ظل ارتفاع تكاليف المعيشة، إلا أن عدم تقيدهن بأنظمة العمل والدوام الرسمي وتقديمهن المناسبات الاجتماعية على مصلحة العمل، خصوصا في المواسم فتح المجال أمام العمالة الأجنبية للعمل في هذه الوظائف، إضافة الي بعض المسميات الوظيفية اللاتي لا يرغبن في العمل بها نظرا لنظرة المجتمع الدونية لهذه الوظائف.
وترى" العنود الغامدي، وهي مسؤولة في مركز نسائي، أن كثيرا من الأهالي ينتقدون مثل هذه الأعمال تبعا للعادات والتقاليد، التي ترفض عمل الفتيات في مثل هذه الأماكن، إضافة إلى قلة الرواتب قياسا بساعات العمل.
بدورها، أفادت مديرة العلاقات العامة والإعلام في الكلية التقنية بالباحة أسماء الغامدي، أن أعداد الخريجات من قسم التجميل بلغ 194طالبة، فيما بلغ عدد خريجات قسم التصميم وإنتاج الملابس 149طالبة.
وتشير إلى أن الكلية التقنية أصبحت تدرس برنامج كاب وهو برنامج تجريبي برعاية معهد ريادة والذي يؤهل الطالبات لكي يصبحن رياديات في المستقبل، كما تمنح الكلية الطالبات فرصة الالتحاق ببرنامج كاب والذي تتم فيه دراسة الجدوى للمشاريع المتقدمة، وتم ترشيح الأستاذة ثريا الكعبي بحكم تخصصها المحاسبة لتدريس البرنامج.
وأوضحت الغامدي أن المؤسسة تهدف لنشر ثقافة العمل الحر بين أفراد المجتمع وبناء سلوك إيجابي، من خلال تأهيل كوادر بشريه متخصصة في ريادة الأعمال وتنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة.
في حين أبدت أفنان منديلي، المسؤولة عن برنامج ريادة، رغبتها في تطوير المنطقة واستغلال المهارات الفنية للخريجات وميولها لعالم الأعمال هي من الأسباب التي دفعتها لكي تكون مسؤولة عن هذا البرنامج.
وأفادت بأن عدد المتقدمات المقبولات في برنامج ريادة 200 طالبة، وهو إقبال إيجابي جدا، ولكن عدد الدراسات المرسلة للتمويل لدراستها هي 8 دراسات فقط، والسبب في ذلك يعود إلى عدم جدية المتقدمات، إلى جانب كون بعض المشاريع خارج الحدود الجغرافية للمنطقة، وتابعت حديثها بأن عدم تقبل الأهالي لفكرة العمل في المشاغل قد تكون هي الأسباب المؤدية لعدم المبادرة بالعمل، فيما لا تزال المؤسسة تسعى لتحقيق الأهداف ومساعدة الخريجات في تأسيس مشروعات صغيرة، خصوصا بعد حصولها على شهادة كاب، لاسيما وأن البعض منهن خضن تجربة العمل في المشاغل لامتلاك الخبرة أولا، قبل المبادرة في عمل مشروع مستقل.