قال الفنان عبدالله حماس إنه لا يرسم تحت سلطة مناخ أو وقت معين ولكنه هو من يصنع مناخاته وأزمنته. أطلق حماس عبارته هذه بحضور حشد من الفنانين والمتابعين وبعض قناصل الدول الأجنبية في حفل افتتاح معرضه الشخصي يوم أول من أمس في صالة رؤية بجدة .

عرض حماس إلى جانب أعماله السابقة مجموعة من الأعمال الحديثة وصفها الفنان طه صبان بأنها نقلة جديدة يضع فيها قدمه في طريق المعاصرة، وإن كان لا يزال يضع قدمه الأخرى في الماضي. ليرد حماس على هذه الإشارة النقدية بأنه لا يستطيع التخلي عن ماضيه، ولا عن البيئة التي انتجته كإنسان وفنان، وهو على حق، كما يؤكد الفنان مشعل العمري في حديثه عن تجربة عبد الله حماس الجديدة، ففي هذه التجربة حسب العمري يذهب حماس بعيدا في التجريد، ولكنه لا يتخلى عن ثيماته الأساسية التي كرسته كفنان له أسلوبه الخاص، فالأعمال الجديدة التي نراها هي أعمال مختلفة عن تجربته السابقة، لكنها لا تحدث معها قطيعة تامة، بمعنى انه لا ينقل تجربته إلى مرحلة جديدة بكليتها، بل يبقي السمات الأساسية للتجربة السابقة حاضرة في أعماله الأكثر معاصرة.

حماس الذي بدا سعيدا بهذا الإنجاز تحدث عن رغبته في التواصل مع المنجز العالمي، مضيفا : نفذت 10 أعمال بهذا الأسلوب، أصر مقتنون أجانب على حجز 5 منها قبل عرضها، بإمكاني أن استمر في هذا الأسلوب وأطوره، أنا لا تشغلني كثيرا قضية العلاقة بين تجربتي السابقة والجديدة، ولا أفكر فيها، إنني أرسم ما أشعر أن يجب أن يرسم، سواء كان ذلك مشهدا طبيعيا أو زخرفة أو مشهدا إنسانيا، لكنني أرسمه بأسلوبي الخاص .

يعلق الفنان مشعل العمري على هذه النقطة بالقول إن حماس لديه نماذج جاهزة، لذلك تظهر أعماله الجديدة وكأنها على اتصال بتجربته السابقة، نجد مثلا التوريقات ، والتدرجات اللونية والهياكل الطبيعية والإنسانية، انها بمثابة سمات أساسية عنده وهي تمثل قلب منجزه الإبداعي، إذا تحدثنا عن الأسلوب فإن هذه النماذج هي المؤثر على استمرار الأسلوب.

بالجملة أعمال حماس مدروسة من حيث التوازن والترابط والتناسق والنسب لكن ثمة سرا في أعماله يجعلنا ننسى هذه العلاقات، ونركز على خفة المضمون في علاقته بالخطوط والأشكال التي تبدو أحيانا بأنها تلقائية، في حين أنها من المؤكد منتجة بواسطة الحدس الذي يعرفه بعض الفلاسفة بأنه معرفة فريدة منفردة بذاتها قابلة للمقارنة بالغريزة وبالحس الجمالي، تكشف لنا عن الكائنات بذاتها، في مقابل المعرفة النظرية العقلية والتحليلية التي تجعلنا نعرف الكائنات من الخارج.