إشارة إلى ما نشرته "الوطن" في عددها 4448 بتاريخ 3/12/2012 تحت عنوان: (محافظ محايل للجنة السياحية: سنحيلكم للتقاعد).

هذا القرار أثار لغطاً كثيراً بالمحافظة وبالتحديد داخل اللجنة الرئيسة واللجان الفرعية، ليس لأننا ضد التغيير، فالتغيير سنة كونية ومطلب تتطلبه المرحلة حتى تتواصل المسيرة، ولكن لأن هذا القرار لم يكن موفقاً في مناحٍ عدة منها:

أولاً: إن توقيت إعلان قرار تسريح الأعضاء الحاليين غير مناسب وانعكاساته سلبية للغاية على إدارة فعاليات وبرامج الملتقى الشتوي الراهن، فماذا لو انسحب الأعضاء من الإشراف على الفعاليات التي ستنطلق يوم الرابع من ربيع الأول المقبل، وهو ما كان مطروحاً بقوة لولا حكمة العقلاء الذين رأوا أن التطوع ليس منحة من أحد، ففضلوا الاستمرار في أداء ما بدؤوه؟

ثانياً: إن هؤلاء الرجال جاؤوا بأنفسهم لتقديم خدمة التطوع والعمل في اللجان المختلفة لمدة شهر ونصف الشهر تقريباً ناهيك عن أيام الإعداد والتخطيط ولا يتقاضون أجراً على ذلك إلا إذا كانوا يتقاضون أُجوراً ولا نعلم.

ثالثاً: لم يكن لائقاً أن يستبق المحافظ رئيس اللجنة اليوم العالمي للمتطوعين بإعلان هذا القرار غير الموفق، ففي هذا اليوم يتم تكريم كبار المتطوعين، ويتم التعريف بفضائل التطوع وفيه تُشحذ الهمم للانخراط في الأعمال التطوعية وليس تقريع من ترك بيته وأولاده وأعماله ورهن نفسه لخدمة مجتمعه.

رابعاً: كان يجب على المحافظ أن يعلم أنه متحرك كموظف وهؤلاء الأعضاء ثابتون في خدمة المكان بغض النظر عن القائد، فقد سبقه كثير من المحافظين وقادوا الكوكبة نفسها في إقامة مناسبات شتوية وصيفية ناجحة سياحياً وثقافياً.

خامساً: الظاهر أن عدم اطلاع المحافظ بالشكل الكافي على تاريخ النشاط السياحي والرياضي والاجتماعي لرجال المحافظة لم يمكنه من العلم بأن بعض أعضاء اللجنة "المهددين بالإحالة للتقاعد!" قد انبرى للتطوع في خدمة المجتمع وتنظيم الفعاليات السياحية منذ مطلع التسعينات الهجرية، فمنهم من قد أحضر السيرك وألعاب البهلوان في الإجازات الصيفية منذ مطلع 1400، وبعضهم شاب وهو ينظم الأمسيات الشعرية والثقافية، ومنهم من كان يقيم الدورات الرياضية منذ أواسط التسعينات الهجرية وكلل جهوده بتأسيس نادي الشهيد كأمثال الشاعر والأديب حامد الصافي والذي لا يزال يلعب الدور الأبرز في تنظيم الأمسيات الأدبية والثقافية بالمحافظة، فهل التلويح بالإحالة للتقاعد هي النهاية اللائقة بأصحاب هذا التاريخ التطوعي العريض؟ اسمح لنا يا رئيس اللجنة أن نقول: لا، فما هكذا نكافئ هؤلاء المتطوعين0

سادساً: نحن مع تطعيم لجنة فرع التنمية السياحية بمحايل عسير بالشباب، وليكن ذلك تدريجياً، ثم لا بد من تكريم العضو السابق المترجل تكريماً لائقاً مع نهاية كل موسم شتوي سياحي.


محمد علي الشاعري

محايل عسير