يواجه المبتعثون ومرافقوهم، وخصوصا إذا كانوا أطفالا مواقف محرجة سواء من خلال وسائل الإعلام في بلد الابتعاث التي قد تبث أحياناً مشاهد منافية للآداب، أو في مواقع الرحلات عبر ارتداء مواطني تلك الدول ملابس غير محتشمة. كما يتعامل هؤلاء الدارسون خلال إقامتهم في هذه البلاد مع وسائل الاتصال بشكل يومي، وتختلف درجات الاهتمام من شخص لآخر، فهناك من يتعامل مع الإنترنت والتلفزيون، وغيرهما من وسائل الإعلام المتاحة بدون تشفير، أو حدود في بعض البلدان. وذلك كله يضاعف من المسؤولية الاجتماعية للمبتعثين، ويطرح سؤلا حول كيفية حماية أسرهم من الثقافات الأجنبية. يقول المبتعث لنيل درجة الدكتوراه بجامعة ميردوخ في غرب أستراليا جابر بن حسن، "أتعامل مع الإنترنت بشكل يومي، حيث أحرص على تقوية لغتي الإنجليزية، والبحث في طرق التعلم الأسترالية، إلا أنني فوجئت بوجود صور تعرض على بعض المواقع التعليمية، الأمر الذي أقلقني، خاصة بعد شرائي أجهزة آيباد لأطفالي، والتي ترتبط بشكل مباشر مع شبكة الإنترنت غير المشفرة". وأضاف أن أطفاله يتابعون قنوات الأطفال الفضائية الأسترالية المفتوحة، وسبق أن شاهدوا مناظر مخلة في بعضها، مما دفعهم للسؤال عن تلك المشاهد التي لم يتعودوا على رؤيتها، ما أوقعه وزوجته في حيرة من أمرهما، حول كيفية الرد على طفليهما، خاصة أنهما مازالا صغيرين بالسن. وأشار ابن حسن إلى أنه اضطر لشحن مشغل أقراص مضغوطة "سي دي" من المملكة يحتوي على حلقات من أفلام الكرتون، وغيرها من الحلقات التربوية التي تعود بالنفع على النشء، لكي يشغل الأطفال بها، ويبعدهم عن أفلام الكارتون الأجنبية.
من جهته قال المبتعث بغرب أستراليا، ضيف الجعيد، إن لديه أربعة أطفال، وإنه عانى في بداية ابتعاثه من تلك المشاهد المحرجة مع أطفاله الذين يكررون الأسئلة عليه بخصوصها، مما دعاه للإجابة على بعضها، وقال إن "السبب اختلاف الدين والعادات في بلد الابتعاث عن المملكة". وأضاف أن كل عائلة مبتعث لابد أن تمر بتلك المواقف المحرجة، وخاصة في مواقع الرحلات كالشواطئ، والغابات، مما جعله يجبر عائلته على الجلوس بمنزله، وخاصة في أعياد الميلاد، والعطل الرسمية التي تكثر فيها المخالفات.