المادة هي عصب الحياة وزينتها ونعمتها وخيرها وفضلها وقيمتها وثمنها، عندما تتوافر تلك المادة وذلك المال يتوافر كل شيء، وعندما يحضر ذلك المال تحضر معه السعادة والهناء والسرور، وعندما تجتمع الأموال مع الآمال والطموحات والتطلعات والأهداف تصبح الحياة جميلة مشرقة متفائلة وحضارية وعالمية متزنة تعود بالخير الكثير على الوطن والمواطن والحكومة والشعب الواحد المتكاتف المتعاضد الذي يشد بعضه بعضا، نحمد الله ونشكره على أفضاله التي لا تعد ولا تحصى، فلله الحمد والمنة والفضل والجود والكرم، نعيش ولله الحمد على بحيرات من الذهب الأسود، وتمتلك بلادنا مساحة شاسعة من الحدود والمساحات ولديها منافذ برية وبحرية وجوية مهمة قلما نجدها في أغلب دول عالم اليوم، وترتبط بكل حكومات دول العالم بروابط دينية وأخوية واقتصادية وثقافية وعلمية وحضارية وتبادل المصالح والخبرات، نعم نحن دولة غير صناعية وغير زراعية وغير منتجة وذلك بسبب الاعتماد بشكل مباشر على إنتاج النفط، ونحصل مقابل ذلك الإنتاج على كل مطالبنا وحاجاتنا عن طريق الشراء من الدول الكبرى والاستيراد دون تصدير إلا لجزء بسيط لا يكاد يذكر على خارطة الحياة الاقتصادية العالمية المؤثرة.

عندما توفرت الأموال ورؤوس الأموال الضخمة في أسواقنا المحلية فذلك يدل دلالة واضحة على أننا نستطيع أن ننتج وأن نصدر وأن نصبح في مصاف الدول المتقدمة، فبالإمكان الاستفادة من كل تلك المقومات الجوهرية والحيوية لمنافسة كبريات دول العالم الأول، نعم لا ينكر أحد جودة الصناعات البتروكيميائية السعودية، فقد غزت تلك الصناعات جميع دول العالم بجودتها وسمعتها وتقنياتها الدقيقة لمواكبة كل جديد لكننا نحتاج التنويع والتوسع في تلك المشاريع المهمة التي يجب أن تطال الجوانب الزراعية والصناعية والحيوانية والغذائية والنباتية، نستطيع أن ننتج الدجاج المجمد والمبرد والبيض الطازج ونستطيع إنتاج الصناعات المهمة المتوسطة والثقيلة ونستطيع أن نربي الأبقار والماعز والضأن والإبل وننتج الألبان وجميع مشتقاتها، لكن تنقصنا الإرادة والتصميم، لذا يجب علينا عدم التركيز على البترول كونه ثروة مهمة غير متجددة فما سحب بالأمس لا يمكن تعويضه اليوم.