بادئ ذي بدء، لا بد أن أشيد بما يقدم للتعليم في بلادنا الحبيبة من الدعم المادي، من قِبل ولاة الأمر، وأنا أكتب هذه الأسطر بعد أن أمضيت في الميدان التربوي ما يزيد على عقد من الزمان.

موضوع التقويم المستمر، ظهر بعد فترة من الزمن من تطبيقه أن سلبياته أكثر من إيجابياته، وأرجو من المسؤولين في الوزارة مراجعة هذا الموضوع، فلا يعيب وزارتنا الغالية مراجعة النقاط السلبية، ومن ثم محاولة تطويرها أو تعديلها على نحو أفضل، ويمكن أن ألخص بعض الجوانب السلبية للتقويم المستمر في النقاط التالية:

ـ صعوبة تطبيق التقويم المستمر على الطلاب والطالبات إذا زاد عددهم على عشرين طالبا، فكيف يمكن لمعلم عدد طلاب فصله يصل إلى أربعين أو خمسين طالبا أن يطبق مهارات التقويم بشكل صحيح، وأمام تزايد أعداد طلاب الفصل الواحد يضطر المعلم إلى إعطاء المهارة إلى من لا يستحقها، بسبب ضيق الوقت من جهة، وكثرة العدد من جهة أخرى.

ـ التقويم المستمر يقتل التنافس الشريف بين طلاب الفصل الواحد، ويسبب الإهمال، بسبب أن المعلم سيحاول مرة بعد مرة مع الطالب حتى يتقن المهارة بعد محاولات كثيرة، وبالتالي يتساوى في هذا من أتقن المهارة من أول مرة ومن لم يتقن المهارة إلا بعد عشرات المحاولات.

ـ قدرات المعلمين الذين أوكل إليهم تطبيق التقويم المستمر ليست متساوية، حيث إن البعض يتساهل في إعطاء الطالب عبارة (أتقن).

ـ الطالب يصل إلى المرحلة المتوسطة وهو لا يستطيع أن يحبر مقالة، أو يكتب ثلاثة أسطر بشكل صحيح، بل إن الأخطاء اللغوية والإملائية تكون لدى الطالب في أكبر حالاتها.

ـ المرحلة الابتدائية ـ وهذه نقطة في نظري مهمة جدا ـ يقوم بتدريس الطلاب فيها خريجو كليات المعلمين أو من يمتلكون مؤهلات دون ذلك، وهم ـ مع كل التقدير لهم ـ لا يملكون خبرات وقدرات وتأهيل خريجي الجامعة، والمعروف عن الدول المتقدمة في التعليم على مستوى العالم، أنه لا يقوم بتدريس طلاب المراحل الدنيا لديهم إلا من يحصل على شهادات دراسية عالية، وخبرات كبيرة، وتأهيل وإعداد عاليين؛ لأن المرحلة الابتدائية هي الأساس في صقل وتكوين خبرات ومهارات الطالب المعرفية.